مرحبا بك في مرحلة الجوالة
مقدمة:
مرحلة الجوالة محطة أساسية في نظام المراحل الكشفية، وفضاء لتبادل الخبرات وتعميق التجارب بروح عالية وناضجة، وتعميق أواصر الصداقة والمحبة والتعاون. وهي مناسبة سانحة لإعداد الشباب في جميع النواحي التربوية والاجتماعية و الجسمية والعقلية والروحية، وتدريبهم على الخدمة العامة ضمن الجماعة، وتعويدهم على البذل والتضحية والإيثار.
وهي نظام قيمي متكامل يقوم على (مبادىء، ووعد، وقانون، وميثاق، وطريقة) تعمل كلها متضافرة ومتناغمة لمساعدة الشباب على بلورة قدراتهم ومهاراتهم المختلفة، وإثبات شخصيتهم القيادية المستقبلية.
ويسعدنا عزيزي الشاب أن تجد نفسك في هذه " الأسرة المتميزة " أسرة الجوالة؛ وأن تنضم إلينا لتلعب دورك كاملا ، والمشاركة معنا بفاعلية في نشاط هذه الأسرة، التي تقترح عليك حياة تقوم على أربع مقومات أساسية:
- منظومة من القيم.
- قاعدة للمشاركة.
- قاعدة للحياة.
- تحمل المسئولية.
أولا: منظومة القيم:
بالتدرج ومن خلال الأنشطة والأوقات المختلفة التي ستعيشها مع الجوالة ستكتشف (منظومتنا )؛ التي تتضمن قيمنا المشتركة، هذه القيم يجب أن نعيشها جميعا، ونحافظ عليها حتى لاتسقط في دائرة النسيان.
١. خطوات الانخراط في منظومة القيم:
من واجبك أن تقرر متى تريد الانخراط في هذه المنظومة القيمية، وهذا يحتاج فقط إلى بعض الوقت لاكتشاف مرحلة الجوالة، ومعايشة بعض الأنشطة مع مجموعتك.
ويمكن أن يتم الانخراط على الشكل التالي:
- جلسة تمهيدية مع مجموعتك (الرهط) للتعريف والتعرف، والاندماج معها.
- تبادل آراء وأفكار، ومناقشة حول الانخراط في منظومة القيم.
أو من خلال :
- عرض أمام العشيرة مدعما بـ : (أناشيد، وموضوعات مختارة، وملصقات ....).
- أو عرض تقديمي خلال سمر كشفي، ومن خلاله تتعرف على منظومة القيم، ويعزز هذا العرض بفتح المجال لجميع الجوالة لإبداء رأيهم في شأن انخراطهم والتزامهم بمنظومة القيم.
٢. محتوى منظومة القيم:
محتوى منظومة القيم هو النسيج القيمي المشترك الذي يوحد رؤية ورسالة الجوالة ؛ التي تقوي دورهم كأفراد أو كجماعة من حيث : (المعاييرالمعتمدة، ونظام العلاقات والتعايش ، وطرق اتخاذ القرار وتحمل المسئولية، وأساليب الحفاظ على الطبيعة...)، ويمكن بلورة هذه القيم وفقا للآتي:
- نحن الجوالة نتقاسم نفس القيم.
- أصدقاؤنا جميعا مختلفون ونحن نحترمهم، كيف ما كانت أصولهم، ومستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية، واحتياجاتهم الخاصة.
- نتعلم كيف نعيش جميعا، ونعزز قيم التعلم المشترك والتعايش.
- ننصت للآخرين ، ونبدي آراءنا ، ونقرر جميعا ، ونتحمل المسئوليات: (إننا نعيش الديموقراطية).
- ننطلق من أجل اكتشاف العالم القريب أو البعيد وفق إمكاناتنا المتاحة، ونعيش التضامن.
- نريد الحفاظ على الأرض، والتعايش في تناغم مع الطبيعة.
هكذا نعيش الحياة الكشفية !... ولمعايشة تجربة الجوالة التزم باحترام هذه الحياة، وممارسةهذه القيم المشتركة...!
ثانيا: قاعدة المشاركة في مجلس العشيرة أو (برلمان العشيرة):
المجلس هو اجتماع العشيرة، للتفكير، والإعداد، والقرار لكل ما يتعلق بالمجموعة وأنشطتها، والمجلس أداة فعالة:
- لمناقشة قاعدة الحياة.
- واختيار المشاريع والأنشطة، وإعدادها.
- وإقرار وتنظيم، وتدبير المجموعة، وإعداد حصيلة أنشطتها.
- المجلس مجال مفتوح ، وللجميع الحق في أن يعبر عن رأيه ، مع ضرورة احترام جدول الأعمال، وأفكار ومشاعر ودور الآخرين.
- المجلس ورش حي لتعلم الإدارة وتوزيع الأدوار ، والتدبير العقلاني باختيار منسق لتنظيم النقاش، وتوزيع المداخلات، ومقرر يسجل كل المجريات لتوثيق ما تضمنته أعمال المجلس.
- المجلس منبر لممارسة الديموقراطية بالمصادقة على القرارات بناء على التوافق أو التصويت؛ برفع الأيدي بشكل عام إذا كان الأمر يتعلق بالمشاريع أو بقاعدة الحياة، وبالتصويت السري فيما يتعلق بالترشيح للمهام.
وهكذا فإن مجلس العشيرة يرسخ فينا ثقافة الإنصات، واحترام الرأى الآخر، وتدبير الاختلاف؛ لتحقيق الأهداف المشتركة، وهذه التجربة والممارسة تؤهلنا للاندماج بيسر مع متطلبات مؤسسات المجتمع والحياة.
ثالثا: قاعدة الحياة:
قاعدة الحياة؛ هي مجموعة القرارات المتخذة من طرف العشيرة من أجل عمل أحسن، وتعايش أفضل.
وقاعدة الحياة تتخذ خلال مجالس العشيرة، ويلتزم كل جوال باحترام قرارات المجلس، وتساعد منظومة القيم المشتركة جميع الجوالين على بناء وإغناء هذه القاعدة، وتطويرها باستمرار.
وقاعدة الحياة سواء في المخيم أو خلال الأنشطة المختلفة؛ يجب أن تكون:
" معروفة لدى الجميع، ومعروضة أو معلقة على سبورة الإعلانات بشكل واضح ومرئى ".
وتركز قاعدة الحياة على:
- تنظيم المقر.
- ترتيب أدوات العمل.
- احترام المواعيد.
- المساهمة في المهام المشتركة.
- استعمال الأماكن المخصصة للأنشطة.
- احترام الأماكن المستعملة والمحافظة عليها.
- احترام الآخرين...إلخ.
مما يساعدنا على أ ن نعيش جميعا حياة أفضل، ومعالجة مشاكل حياتنا الجماعية بتوافق أكبر ، كما تساعدنا قاعدة الحياة على تشرب الأنظمة والقوانين، والموازنة بين الحقوق والواجبات، وبالتالي تؤهلنا لنكون فاعلين ومؤثرين في مجتمعاتنا المحلية.
رابعا: تحمل المسئوليات:
تحمل المسئوليات؛ يعنى المشاركة والمساهمة في تنظيم (الرهط/ أو العشيرة ) أو الأنشطة ، من أجل التنظيم، وتوزيع الأدوار الواجب تحقيقها أو تنفيذها؛ حتى يتسنى لكل جوال التعلم شيا فشيئا؛ حتى يصير مستقلا...!
وتحمل المسئولية هو كذلك شكل من أشكال الالتزام إزاء (الرهط والعشيرة ) ويمكنك أن تتحمل المسئوليات فىي (رهطك، وعشيرتك، وكذا في المشروع الذي تنتمي إليه).
ومن أجل مساعدتك لتحمل مسئولياتك؛ يمكنك:
- طلب المعاونة والاستشارة من قادتك.
- استعمال الوثائق الموضوعة رهن إشارتك.
- المشاركة في اللقاءات التأهيلية المنظمة من طرف القادة.
- الاستفادة من خبرة زملائك الجوالة، والأشخاص الآخرين ذوى الخبرة.
- طلب العون والنصيحة من والديك...إلخ.
ومن أجل تنفيذ مسئولياتك؛ يجب أن يعمل الرهط على:
- توزيع المهام والأدوار بين الأفراد.
- تحديد خطة العمل وأساليب التنفيذ.
- توفير الوثائق الضرورية والداعمة المساعدة على تنفيذ المهمة.
- متابعة الأداء التربوي، مع الدعم والمساندة والتشجيع.
- التركيز على التنمية الشخصية، والتقويم الذاتي.
- عقد اجتماعات المجلس بشكل منتظم.
وهكذا ستشعر عزيزي الجوال أن تحملك للمسئولية وممارستك لمجموعة من المهام والالتزامات قد حققت طفرة نوعية في استقلالك الذاتي، وفي تحقيق ذاتك، وأنك أهل لكل ثقة واحترام وتقدير.
إعداد: د. خالد فارس
الثلاثاء يناير 18, 2011 12:50 am
