رحلة السير على الأقدام
رحلة السير على الأقدام
رحلة السير على الأقدام و يعبر عنه '' بالأسفار'' أسلوب قديم نهجه الإنسان من اجل الوصول إلى مقاصده وأهدافه في هذه الحياة , فاستخدمت الأسفار قديما للصيد والبحث عن أماكن العشب وأماكن المياه للشرب , والتجارة من اجل الكسب وللهرب من المظالم وللاستئناس بالآخرين وللزيارة لربط العلاقات بين جهتين والى غير ذلك من المقاصد والأغراض التي لا تعد ولا تحصى .
السير في الطبيعة :
فلقد كان أبائنا منذ فجر التاريخ يحيا حياة كشفية في اغلب حياتهم فهو يقيم بين الجبال والوديان ويسعى فوق رمال الصحراء ويتتبع منابع الماء ومنابت الكلأ ويلاحظ النجوم والكواكب ويساير تحركات الشمس والقمر ويحس بحركات الرياح والأمطار وينتبه إلى طبائع من حوله من الحيوانات وطيور ونباتات .
ولقد كان العرب قبل الإسلام يرسلون أطفالهم إلى البادية لينشئوا في الخلاء ولكي ينعموا بالصحة والفصاحة والإحساس المرهف وسعة الأفق .
والذي يهمنا في هذا المجال الرحلات التي تهتم بالتربية والقيم والتي تمارسها الحركة الكشفية :
ومن الأمور التي تساعد على نجاح الرحلة
أن يقصد بالرحلة وجه الله تعالى
أن تكون هادفة
أن تكون مشدودة بقيادة حكيمة
تعريف رحلة السير
رحلة السير هي الخروج إلى الطبيعة كما خلقها الله سبحانه وتعالى والرغبة في معرفة بلادنا بتلالها ووديانها ومروجها وأثارها الخالدة والعظيمة التي تركها لنا أجدادنا وفيها نتعلم متعة الشعور بالحرية بعيدا عن صخب المدينة والتأمل في قدرة الخالق والاستمتاع بالطبيعة واكتساب المهارات والقيم.
لقد كان ولازال السير على الأقدام راسخا في سكان الصحراء ويا لها من متعة كشفية
ويقولون الكثيرون من القادة الكشفيين انه لا كشفية بدون رحلة سير على الأقدام .
هي شائعة ومحببة لأعضاء الكشافة وفيها لا يستخدم المشاركين وسيلة تنقل سوى أقدامهم وتكون لمسافة محدودة قام باستطلاعها القائد مسبقا .
الهدف من هذه الرحلة
من خلالها نتعلم كيف نتغلب على الصعاب فالتجوال والرحلات والسير على الأقدام لمسافات طويلة ليست لذوي الأيدي الناعمة ولكن لؤلئك الذين لديهم روح المغامرة .
التركيز على الجانب الخلقي وتهذيب النفس
نتعلم كيفية عمل المأوى وإشعال النار والطهي والحراسة واقتفاء الأثر ومعرفة التعامل مع ظروف البيئة المحيطة.
والهدف الأساسي من هذه الرحلة تدريب الأفراد على أساليب السير الصحيحة وتصحيح عاداتهم الخاطئة في السير وكلما آمرهم قائد الرحلة بالسرعة في التحرك كلما أجبرهم على النظر إلى الأمام وليس إلى للأرض ومن خلالها يتعلم المشاركين التنفس المنتظم الصحيح وتقوي عضلات الأرجل وجهاز التنفس وتتحسن طريقة سيرهم.
العودة إلى الأصالة
من المنظور الأكثر شمولا للتربية يمكن للاتصال بالطبيعة أن يعاون الشاب على العودة لما هو أصيل وحقيقي في الحياة فالشباب اليوم ’ أكثر من أي وقت مضى ينمو في عالم أصبح من الصعب فيه أن يميز بين ما هو أصيل وما هو زائف وبين ما هو عاجل وما يمكن التريث فيه وفي عبارة موجزة بين الواقع وبين الوهم .
رحلة المغامرة والاستكشاف
عادة ما تكون تحت ظروف مناخية صعبة والهدف منها اكتشاف المجهول وزيادة القدرة على التحمل , ومثل هذه الرحلات يقوم بها الأعضاء والقائد يصطحبهم دليل على كفاءة عالية من المنطقة نفسها . يتخرج الكشافين من هذه الرحلات بالفرح والفخر والثقة بالنفس حين تشكل لهم ذكريات لا تنسى ....
رحلة الأنبياء
ولقد اهتم الأنبياء برحلات السير على الأرض لنشر دين الله عز وجل أو الجهاد أو لتنفيذ أمر الله عز وجل ومن أشهر الرحلات التي ذكرها القران الكريم .
رحلة إبراهيم عليه السلام إلى مكة تنفيذ لأمر الله عز وجل
رحلة موسى عليه السلام لكي يتعلم من الخضر
رحلة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة
التنمية الإيمانية
ويتيح السير على الأقدام للإنسان فرصة عظيمة للتفكير والتدبر في هذا الكون البديع والتفكر في مخلوقات الله عز وجل عبادة عظيمة حثنا عليها عز وجل حيث قال في كتابه العزيز( ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)
إن الوازع الديني يمكن تنميته من مجرد استقطاع الوقت للاستكشاف والتفكير في عجائب الطبيعة بالملاحظة والتفكر مثلا في خلق الله سبحانه وتعالى للجمل الذي يرافق الراحل إلى حيثما ارتحل ويرفع عنه متاعه وزاده وحرمه ... واستغراق بعض الوقت في مراقبة الشهب التي تمرق في سماء الليل البهيم لإدراك مدى ضآلتنا في هذا الكون الفسيح الغامض ... وقضاء بعض الوقت للتأمل في الحبال الراسيات الشامخات كيف نصبت في ارض واسعة مد البصر .
فالسير في الأرض يتيح فرصا لا حصر لها للحوار الداخلي مع النفس فبمجرد أن يتفتح الذهن فان الشاب بمقدوره أن يستكشف الخالق ويلتزم بمحض إرادته بتراثه الديني .
الثلاثاء يناير 11, 2011 6:55 am
