نصائح للمدرب الكشفي
إذا كان العمل من طبعه أن يبعث في النفس الملل فلا بد أن نقول أن طريقة التدريس يعتريها شيء من العقم في الأسلوب والخطأ في تتبعه والآن إليك هذه القواعد الأربعة التي تجب مراعاتها دوما:
1- لا تعهد بشيء إلى الفتيان قبل أن تطلعهم على نواحي الفائدة منه في حياتنا العادية.
2- اجعل فترات الدروس ضروبا من التسلية والألعاب ليكون ذلك بمثابة مرغب يعين الفتيان على استئناف العمل وهم كأحسن ما يكونون نشاطا ورغبة. وهنا يجب أن لا يغرب عن بالنا بأن للمسابقات أثرا كبيرا في التشجيع إذا ما سادها النظام والدقة.
3- حدد لكل فرد مدة من الزمن لتعلم مادة بعينها.
4- جرب أن لا يكون لأحد وقت فراغ تذهب بذهابه الفائدة.
وإن فيما يلي أمثلة قليلة تكفي لشرح الكيفية لتطبيق هذه القواعد:
درس عن العَلَم:
احصل على مجموعة من الأعلام في غرفتك ثم ضم بعضها إلى بعض واظهر من بينها علم الوطن بحيث يبدو جليا عن سائر الأعلام وبعد التئام شمل الأفراد تدرج في إعطاء درسك عن العلم ولاحظ أثناء ذلك الأفراد المنخرطين حديثا في سلك الطليعة راقبهم فيما إذا كان أحدهم يلحظ الوضعية التي تعمدت أن يكون فيها علم البلاد ظاهرا لأن هذا الأمر لا يصدر إلا عن قوة ملاحظة يتحلى بها الكشاف الصحيح.
درس عن المخابرة:
إذا وجد كشاف من الذين يتقنون المخابرة اتقانا تاما فاعهد إليه القيام بمخابرات ذات معنى وعلى مسافات بعيدة ليدرك المبتدئون أهمية ذلك وليعمل على تلقيه بوعي واجتهاد، وحين تتأكد من أن أفرادك قد ألموا بأبجدية المخابرة على طريقة مورس اخرج بهم إلى ضاحية وانقل إليهم رسائل بسيطة عن شيء مرغوب كأن تنقل إليهم مخابرة عن موضع أخفيت فيه مقدارا من الفاكهة فمن أحسن قراءته وفهمها فاز بالجائزة.
درس عن العقد:
انك الآن تود إعطاء درس في العقد وقبل إتيانك على شرح الكيفية التي تعقد بها كان من حقك أن تتكلم عن الحالات التي تستعمل فيها كل عقدة على حده، وبعد ذلك لك أن تبدأ بتعليمهم إياها وبتسميتها لهم وفي هذا الأسلوب تكون قد أتيت على الأهم فالمهم. بعد ذلك حاول أن يأتي الكشافون بتمارينهم للعقد وهم في الهواء الطلق وليقوموا بتجارب عملية كأن ينزلوا كشافا عن سطح أو مكان مرتفع بواسطة عقدة الكرسي.
درس عن الإسعاف:
إن أول ما يطلب في تعلم أساليب الإسعاف هو شدة الانتباه حين العمل والتأدية المحكمة فيوضع الجريح مثلا باعتناء زائد ويحرك بلطف على شرط أن لا يمس فيه العضو المصاب إذا لم يكن في الأمر ضرورة. حين مداواتنا لساق مكسورة فلنحرص على أن يكون العضو ممدا ومشدودا جيدا طيلة وضع الضمادات عليه فإن أنت أهملت هذه التفاصيل أثناء التمرين فلا بد أن أفرادك سينسونها حتما حين تدعو الحاجة إلى التطبيق.
وإن تنظيم العمل هو ما يلزم الانتباه لدى قيامنا بتمثيل بعض الحوادث فنختار ثلاثة فتيان نوكل إليهم مهمة ما يقومون بتمثيلها خير قيام ويجب أن لا يفوتنا في ذلك التوجيه ليأتي هؤلاء بإتقان أدق الأمور خطورة كأن يذهبوا مسرعين إلى عيادة الطبيب بادئ بدء ويكفي أن يبلغوا باب العيادة ثم ليرجعوا مكان الاجتماع ولدى انتهاء تمثيل الحادث فليتقدم باقي الكشافين بملاحظتهم عن كل ما لفت نظرهم آنئذ وفي النهاية يعطي القائد حكمه عن مدى نجاح العمل وأثر الاحتياطات التي اتخذها الأفراد المولجون في المهمة.
والخلاصة أن هذه الأشياء من حقها أن تؤدي بالأساليب العملية التي لا إكراه فيها ولا ملل.
المسابقات:
إن بابا كاملا سوف يخصص لهذا الغرض وأما الذي يجدر بنا أن نقوله هنا هو أن كل طليعة يجب أن تكون لها مسابقات تقام بين الأفراد من كافة الطلائع على أن تجري مرة كل شهر على الأقل وأن تشتمل جميع مواد المنهاج من العقد حتى رسم الخرائط المطلوبة في الدرجة الأولى وأن الطليعة الفائزة في المسابقات لها أن تحرز علما من الحرير أو أي شيء آخر يقابله وتحتفظ به، حتى يسعد الحظ غيرها، فتمتلكه، ولنعطي مثالا لمسابقة الطليعة وهذا الموضوع يخول ألحديثي عهد بالكشفية أن يشتركوا فيها :
1. يعقد كل كشاف جميع العقد التي عرفها وفي النتيجة يعطى نقطة عن كل عقدة عقدها ونقطتين عن كل واحدة إذا تيسر له عقد الثمانية بالطريقة الصحيحة.
2. يعقد كل كشافين معا من كل طليعة كافة العقد وأعينهما معصوبة, فالطليعة التي تفوق كشافها بالسرعة تنال عشر نقط.
3. يرسل إلى كل كشاف خمسة أحرف بالأعلام (سيمافور) فيمنح نقطة عن كل حرف يمكنه قراءته وعشر نقط إذا استطاع قراءة الأحرف الخمسة.
4. يلتقط كل كشاف جملة بالأعلام فان قرأها منح عشر نقط.
5. كل كشاف يحسن جس النبض يعطى نقطة واحدة وإن ضمد ثلاثة كشافين ساقا مكسورة أعطوا خمسة نقط إذا هم أحسنوا التضميد، وقد يضمد ثلاثة آخرون فكا مكسورا، أو يعالجون جرحا في الرأس فيعطون على ذلك نقطتين عن كل ضماد صحيح.
6. ألعاب كحرب الديكة الخ ......
هذا مثال بسيط جدا وإن الفرقة المتقدمة في المعارف الكشفية يمكنها أن تضع منهاجا أكثر صعوبة في المثال السابق الذكر وانه لمن الضروري أن تهيئ بعضا من الألعاب الممتازة عقب كل مسابقة أو بعض ما يوازيها للأفراد المستجدين، ويمكن للفتيان حين يكونون قد أتقنوا الأمور الكشفية المتوجبة لهم من أن يقيموا ألعابهم داخل البيت أو في الهواء الطلق (راجع كتاب ألعاب الكشافة لبادن باول)، ومن أجل تعليم العقد بطريقة مثلى أعط كل كشاف حبلا ثم قص عليهم حادث إنقاذ "مثلا" يتطلب عقد سائر العقد وكلما أتيت على ذكر عقدة كلف كشافا منهم أن يحكم عقدها أمامك, ومتى لقنت التعاليم الكشفية بالطريقة العملية وكانت تتخللها ألعاب ومسابقات كفلنا بذلك إبعاد الضجر عن الأفراد الذي يبعث فيهم النشاط والمرح وأما الفرد الذي يظل متوانيا عن كل عمل يناط به فيجب أن يقوم بالقصاص ليعود إلى حظيرة الواجب والإنتاج المجدي.
تحديد الزمن:
يحدد كل كشاف زمن يستعد فيه لإجراء امتحان في عامة الاختبارات التي اجتاز مرحلة تعلمها وأتقنها وهذه المدة المحددة قد يختلف توقيتها قلة أو كثرة, وذلك حسب استعداد الكشافين. ولأن قدر لفرد أن يخفق يوم الاختبار بسبب إهماله، لنا أن نحرمه من جميع اجتماعات الفرقة عدا أوقات الدروس وهذا يعني حرمانه من دخول قاعة الفرقة ومن التلذذ بمسرات الطليعة ومن التنزهات التي يقوم بها إخوانه طلبا للاستجمام وتنشيط الفكر والجسم، وان هو عاوده الإخفاق ثانية وجب أن نحدد له مهلة أخرى فان هو لم ينجح في هذه المرحلة فقد أصبح صرفه خيرا من بقائه.
وفي مطلع الباب الخامس سنأتي على تفصيل كل كشاف كان من هذا القبيل.
الثلاثاء يناير 18, 2011 12:52 am
