الاستعداد لامتحان الدرجة الثانية الكشفية
إن الدروس التي يلقيها العرفاء كل مساء على الأفراد لا يفترض فيها أن تتضمن التعاليم المتوجبة للكشافين المبتدئين المرشحين الجدد لأن مثل هذا الأمر يناط عادة بالمعاونين ليشرحوه على مسمع من هؤلاء وهم خارج هذا الاجتماع وإن على العريف أن يهتم اهتماما كليا بشرح القسم المتوجب من مطاليب الدرجة الثانية حتى ولو كان أكثر من حضر قد أحرزوا هذه الدرجة سابقا. وان الواجب ليحتم على هذه الفئة من الكشافين أن يبادروا إلى استماع ما يلقيه العريف بهذا الصدد كما يتوجب إعادة شروح درجة المبتدئ على من أحرزوها أيضا.
وإنه ليطلب من العريف أثناء تلقينه أمثال هذه الدروس أن يتبع أساليب مرغبة تحبب إلى أفراده الإصغاء والاستفادة دون ملل أو سأم يتسرب إلى نفوسهم من جراء تقصير في التفاصيل أو غموض في الشروح نقطة أكثر من نصف ساعة لأمر من شأنه أن يبعث على الضجر.
ومن الأشياء التي يجب على العريف أن يراعيها هو أنه قبل تبسيطه في بيان مسألة ما يجب أن يعرضها على أفراده، وأن يشرح لهم الحكمة من فعلها، ليوقظ في نفوسهم حب الاستطلاع.
فإن معرفة الجهات الستة عشرة مفيدة بذاتها ولا يستحسن من كشاف أن يعين إحدى هذه الجهات وهو ضمن قاعة الفرقة بل ليكن ذلك خارجا لتتوفر لديه الإمكانية فيقدر أن يعين الجهة تماما. وليجعل العريف حين الكلام عن هذه الجهات درسه قائما على المحسوس وليؤد ذلك بطريقة أشبه بالقصة. فيفترض أن كشافيه قدر لهم أن يتيهوا في غابة أو قفر وقد تعذر عليهم الرجوع إلى مكانهم المقصود، فكيف لهم أن يهتدوا في سيرهم ويعودوا إلى القاعدة التي يريدونها، ليعرفهم هنا أنهم يقدرون أن يعتمدوا الجهات وساعتهم والشمس والنجوم في الليل وليرجعوا عند هبوب العواصف وتكدر الجو إلى البوصلة.
وإنه من واجبات العريف أن يمكن أفراده من إتقان رسم الدائرة التي تحوي الجهات الستة عشر بان يبين لهم الطريقة المثلى لرسمها، وليطلب بعد ذلك من بعضهم أن يرسمها فوق اللوح ليتأكد لديه نجاح الأمر أو عدمه.
وحين يكون العريف آخذا بالكلام عن الإسعافات ـ فليأت على ذكر بعض الحوادث الواقعية وليذكر الكيفية التي تعالج علميا، كما انه يستطيع أن يعرض أمام كشافيه الهيكل العظمي لجسم الإنسان ويشرح لهم عن تفاصيله، وأن يقوم أحيانا بزيارة مع أفراده إلى المتاحف فيريهم مثال الأشياء التي تكلم عنها عن كثب، ويجدر بالعريف أن يأتي بما يتوفر لديه من الكتب أو مجلدات تختص بالإسعاف وطرق المعالجة فيعرضها على كشافيه وأن يفسح لهم بعدها المجال ليبدي كل وجهة نظره في القضايا التي يدور البحث عنها.