الكشفية و المعاقون
كلنا يعلم أن الأهداف التي جاءت بها الكشفية للعالم اجمع إنما هي أهداف إنسانية سامية جمعت تحت ظلها كافة الأديان و الأجناس دون تمييز.
و لهذا لم تأت الكشفية للناس الأسوياء فقط أو للرجال دون النساء بل جاءت للجميع دون استثناء و طرقت أيضا أبواب المعاقين بكافة إعاقاتهم الحركية و السمعية و حتى المكفوفين لتخرجهم من عزلتهم ووحدتهم و تشاؤمهم من الوجود – إلى حياة جديدة مليئة بالفرح و السرور و النشاط و الحركة مما أعاد ثقتهم بأنفسهم و أن الحياة لها طعم جديد - و هذا بفضل الكشفية.
و في الأردن و بالتحديد مجموعة كشافة ابن بطوطة < الزرقاء> خاضت التجربة بكافة أنواعها فعملت للمعاقين حركيا – المخيمات و الرحلات – و الدراسات مما انجحها و زاد عدد أفراد مجموعتها من ذوي الإعاقات.
أما الإعاقة الجديدة و هي الإعاقة السمعية < الصم و البكم > فقد أعدت الاجتماعات و اللقاءات للقادة المسئولين مع ذوي الاختصاص من المشرفين على هؤلاء المعاقين و قد عرف القادة طريقة التعامل معهم و خصائصهم النفسية و الاجتماعية.
و قد اجتمع القادة ليطوعوا البرنامج الكشفي بما يتناسب مع هؤلاء المعاقين فتم وضع طرق جديدة للنداءات و الاصطفاف و الاستعداد فاستعيض على الصافرة بعلم لونه احمر يتم تحريكه فيجتمع الأفراد و باقي الألوان تمثل بعض الصافرات الأخرى.
و أمور أخرى من إرشادات و محاضرات تعطى و تطبق كما هي في المعسكرات المعتادة و لكن المحاضرات النظرية كانت تعطى بلغتهم الخاصة و هي لغة الإشارة.
عزيزي القائد:
عليك بإتباع الخطوات التالية للتعامل مع هذه الفئة و هي :-
1- معرفة خصائص الفئة التي تتعامل معها .
2- إشراك المشرفين ذوي الاختصاص و يفضل المشرفين المباشرين عليهم.
3- إشراك الكشافة الأسوياء معهم و العمل مع بعضهم البعض من خلال نظام الجماعات الصغيرة.
4- وضع برنامج يتناسب مع هؤلاء الكشافين و محاولة أن يغلب التطبيق العملي و المسابقات و الأنشطة على البرنامج.
5- يفضل للقائد و بعض أفراد المجموعة حضور دورات تخصصية للغة الإشارة حتى يسهل التعامل معهم.
6- و قد استطعنا بفضل الله أن نعقد المعسكرات و نقيم الرحلات و حفلات السمر و كانت ناجحة جدا.حتى إننا استطعنا أن نعقد دورة عرفاء الطلائع و كان بينهم أفراد صم و بكم و قد اجتازوا الدورة بنجاح.
و ترى عزيزي القائد انك قد أضفت و ابتكرت أشياء عديدة و جديدة تستطيع أن تخدم عدد ليس بالقليل من هذه الفئة كانت محرومة و مخزونة داخل بيوتهم و قد خرجت للمجتمع و أعيدت ثقتها بنفسها بفضل حركتنا الكشفية – أبقاها الله للإنسانية
بقلم القائد :- ياسر عبد الفتاح النطاح – جمعية الكشافة و المرشدات الأردنية
المصدر:- نشرة آراء و أفكار – العدد 63 يوليو 1992 – الأمانة العامة للمنظمة الكشفية العربية