المعاقون ... وعالم الكشافة
المعاق هو الشخص الذي ليس في إمكانه أن يباشر أنشطة معينة تعتبر عادية بالنسبة لشخص من نفس العمر والنوع ، مثل تحريك أعضاء الجسم والإبصار والسمع والتكلم والتعلم ... الخ .
ونلاحظ أنه نادرا ما تتوفر للمعاقين الرعاية والتأهيل اللازمين ، وبالتالي لا يحصل هؤلاء على الرعاية والاهتمام أو البرامج المعينة للتخفيف من إعاقتهم .
ويمكن للحركة الكشفية أن تلعب دورا مهما في هذا الجانب ، خاصة في إدماج المعاقين بقدر الإمكان في الحياة الكشفية ، في الأفواج والوحدات (الفرق) ، وبالتحاقهم بالحركة الكشفية يكونون قد ادمجوا في الحياة الطبيعية فيستطيعون التحرك هنا وهناك ، وتشجيعهم على الإلتحاق بالمدرسة أو الحصول على عمل ، أو القيام بنشاط مفيد ، وبذلك يمكن للمجتمع قبولهم بوصفهم أفراد أسوياء .
لقد لاحظنا أن المؤسسات الخاصة باستقبال هذه الفئة لا تستطيع في بعض الحالات توفير المساعدة اللازمة ، وأن إجراءات التأهيل بها تحتاج إلى وقت طويل ، ويمكث كثير من هؤلاء المعاقون الصغار خاصة سنوات طويلة وربما العمر كله ، وهذا يعزلهم عن الاتصال العاطفي الطبيعي بأسرهم والمجتمع ، فيتحولون إلى غرباء أن بالنسبة للناس الذين يجب أن يكونوا أقرب ما يكون إليهم .
أما عن فائدة وجود أحد أفراد الأسرة أو صديق ، فإن هذا يسمح ببقاء المعاق في بيئة طبيعية ويزداد الحافز لدى المتصلين به على نحو وثيق .
وفيما يخص الحركة الكشفية فإن النتائج البدنية للأنشطة المختلفة التي يقوم بها المعاق ويشارك فيها يمكن أن تعادل تلك التي يحرزها من الرعاية بالمؤسسات وتكملها في بعض الأحيان . كما أن النتائج النفسية تبدوا أكثر ملائمة من تلك التي تحرز في نفس المؤسسات .
نحن نعلم أنه توجد في الوقت الحاضر مواقف سلبية وسلوك تميزي من جانب المجتمع تجاه المعاقين ، وينظر بعض الناس إليهم بوصفهم جماعة من العاطلين الذين لا يرجى منهم فائدة ويشكلون عبئا على المجتمع ، فنحن في الحركة الكشفية نؤمن بأن هذه المواقف خاطئة ، ونعتقد أن بالإمكان تغييرها إذا سمحت للمعاقين أنفسهم أن يظهروا أن في مقدورهم أن يكونوا أعضاء نافعين في المجتمع ، وأن يساعدوا في محيط الأسرة ، وأن يتعلموا ويذهبوا إلى المدرسة والفوج الكشفي ، كل ذلك يفعلونه مع الأصحاء ، وبذلك يجعلوا صدى لأصواتهم .
ففي حركتنا الكشفية هناك من الكشافين المتطوعين من سوف يقوم بمساعدة المعاقين على التغلب على مشاكلهم وإعاقتهم ، فالكشاف الكفيف قد يلزم الفوج إلا أنه يحتاج لشخص يتلو عليه الدروس في المنزل فيما بعد حتى يمكنه أن يستظهر دروسه بشكل أفضل . كما يمكن أن يكون مساعدون لمعاونة الكشافين الذين يعانون من صعوبات في الحركة والمجيئ إلى مقر الفوج وخرجاته وأنشطة وحدته .
وختاما ، إن الفوائد التي تجنى من أسلوب إدماج المعاقين مع الأصحاء في الحركة الكشفية تتسم بطابع نفسي وعاطفي ، إذ يجري إشراك الكشافين والأسرة والمدرسة وعملية القضاء على مركب النقص الذي يشعر به المعاق ، وإبقاءه حيث يجب أن يبقى ، أي في محيط الأسرة والمجتمع ، كما يجري التأثير أيضا على موقف بقية أفراد المجتمع ، الذين يرون المعاقين و قد تحولوا أكثر فأكثر إلى أفراد عاديين .