ما المقصود بمشاركة الشباب؟
مقدمة:
تحظى مشاركة الشباب بجدل كبير داخل الحركة الكشفية؛ نتيجة للآراء والتأويلات المتضاربة أحيانا، والتي تغذي مرجعياتها المختلفة ثقافة التصادم.
وتجاوزا لهذا الوضع غير الطبيعى تأمل اللجنة الكشفية العالمية أن يساهم الجميع في بناء توافق جديد من أجل تحديد معالم ومسارات أكثر فعالية لمشاركة وانخراط الشباب في عملية اتخاذ القرار على جميع المستويات بالحركة، وأيضا على مستوى المجتمعات المحلية التي نعمل جميعا من أجلها.
إن مشاركة الشباب يجب ألا تكون نتيجة لصراع السلطات بين الراشدين والشباب، بل يجب أن تؤسس على توافق وتعاون بين الأجيال داخل الحركة الكشفية؛ توافق يقوم فيه الراشدون بدور المساند للشباب لحفزهم وإتاحة الفرص لهم لاكتساب القدرات والكفاءات اللازمة لتحقيق ذواتهم في المجتمع ، والمساهمة في بناء عالم أفضل.
١.من هم الشباب؟
تحدد المنظمات العالمية المختلفة فترة الشباب من ( ١٨ إلى ٣٠ ) سنة، وقد حددت الوثيقة التوجيهية لمنتديات الشباب الصادرة عن المكتب الكشفى العالمى سنة ١٩٩٧ هذه المرحلة من ( ١٨ إلى ٢٦ ) سنة، وتماشيا مع روح الحركة الكشفية القائمة على الممارسة الديموقراطية يالحياة الجماعية في جميع المراحل الكشفية، فإننا نرجح التعريف الواسع والعريض للشباب والذي يضم فئات الأعمار من ( ١٢ إلى٣٠ ) سنة؛ باعتبار أن المشاركة لاتتم بشكل مفاجىء وطفرة واحدة، بل هي عملية بنائية ومستمرة تنمو وتترسخ من خلال الممارسة العملية لنظام الجماعات الصغيرة (الطلائع).
ويتضمن هذا التحديد الواسع لمفهوم الشباب فئتين أساسيتين:
- الفئة الأولى: المستفيدون من برامج الشباب: (الكشافة، والكشاف المتقدم، والجوالة).
- الفئة الثانية: المسئولون على تطبيق وتطوير البرنامج (القادة والشباب) من ( ١٨ إلى ٣٠ ) سنة.
ومن الواضح أن عملية مشاركة الشباب، لايمكن أن تكون بنفس الطريقة بالنسبة للفئتين معا، فالفئة الأولى تتوجه مشاركتها في مستوى الفرقة الكشفية، بينما الثانية يجب أن تشارك إجمالا في مسارات اتخاذ القرار على جميع مستويات التنظيم الكشفى.
٢. مفهوم مشاركة الشباب:
إن مشاركة الشباب (فى/ ومن طرف ) الحركة الكشفية تحد نحتاج جميعا إلى رفعه عن طريق تحسين نوعية البرنامج الكشفي، وجعله أكثر جاذبية وتشويق، وأكثر فائدة لأكبر عدد من الشباب. وإن هذا التحسين لايتم إلا من خلال تحديد عام لمفهوم الشباب، والوعي باحتياجاتهم ومطالبهم المتنوعة والمتجددة، مع مراعاة المراحل السنية التي يمرون بها، وآثارها في بلورة شخصياتهم، وتعميق وعيهم بالمسئولية.
وكذلك من خلال تحديد أساليب مشاركتهم، والمجالات الخارجية والداخلية التي تتبلور معها هذه المشاركة بشكل عملي وبناء.
ويرتبط مفهوم مشاركة الشباب بشكل خاص بإشراك الشباب في عملية تحديد الاحتياجات، والبحث عن الحلول، واتخاذ القرارات، والتخطيط على مستوى الجماعات والتنظيمات العاملة مع المجتمع المدنى.
وتهدف عملية مشاركة الشباب إتاحة الفرصة لهم ليكونوا جزءا مساهما في القرارات التي تهمهم وتوجه حياتهم، وتفتح أمامهم إمكانيات الانخراط الطوعي للمساهمة في التغييرات الخاصة بمجتمعاتهم ، الأمر الذي يستدعي ضرورة التعامل معهم على اساس أنهم (مواطنو اليوم وليس مواطنو الغد).
٣. المجالات التطبيقية لمشاركة الشباب:
يمكن للمنظمات التطوعية إشراك الشباب بطريقتين مختلفتين:
- طريقة داخلية: وتقوم على تقبل وسماع اقتراحات وآراء الشباب، والأخذ بها في اتخاذ القرارات، وفي التخطيط للتنظيم نفسه.
- طريقة خارجية: وتعمل على مساعدة الشباب للمشاركة في القرارات بشكل عام، والاهتمام بمشاكل المجتمع المحلى.
والحركة الكشفية تتمتع بتقاليد واسعة في ممارسة هاتين الطريقتين معا، واللتين ترتبطان بأصول الحركة الكشفية وبالأسلوب المتبع من طرف مؤسسها (اللورد بادن باول) في:
رمز الانخراط في الجماعة، والتي من خلالها تتيح الحركة الكشفية للشباب " Mafe King" - مافكينج مسئوليات واقعية؛ حيث كان القائد المسئول يكلفهم بمهام متنوعة لخدمة المجتمع المحلي.
المخيم الكشفى الرمز الذى فيه الحياة الكشفية، والتعرف على الحياة :" Brownses " - براونسى الاجتماعية المحلية، واكتشاف قدرات الشباب المتعلقة ب : (كيف نسير؟ وكيف نتعاون؟ وكيف نقيم حياة الجماعة؟...) وإقرار قواعد موحدة على ضوء القيم المشتركة: (قانون الكشاف).
هذا النوع من التجارب يجب أن يعاش على مستوى الوحدة الكشفية، وكذلك على مستوى الحركة الكشفية من مرحلة الأشبال إلى مرحلة الجوالة (من الطفولة إلى سن الرشد )، إذ يجب على الحركة الكشفية أن تمنح الشباب مسؤوليات أكثر تساعدهم على اتخاذ القرار وتوفر لهم مناسبات عديدة لخدمة الجماعة والمجتمع.
الثلاثاء يناير 18, 2011 12:48 am
