لماذا مشاركة الشباب في اتخاذ القرار؟
1- الأسباب المشتركة:
هناك عدة أسباب من أجل إشراك الشباب في عملية اتخاذ القرار، ومن المهم توضيح هذه الأسباب:
احترام حق الشباب:
المشاركة حق أساسي ومشروع لكل شخص كيفما كان سنه، والشباب لهم الحق في اتخاذ القرارات التي توجههم، وهذا الحق مضمون من طرف وثيقة الأمم المتحدة حول حقوق الطفل، (الفصل12):
٢,١ - ضمان الديموقراطية والتمثيلية الكاملة:
مشاركة جميع المواطنين أداة اساسية لديموقراطية سليمة، والديموقراطية أداة مساعدة بكل تأكيد لمشاركة الشباب، وإشراك الشباب في اتخاذ القرار في التنظيما ت الكشفية؛ يمكن من التمثيلية، والتعبير عن رأي آخر مختلف عن الراشدين.
بإشراك الشباب في التخطيط والتدبي؛ نضمن الملاءمة والفاعلية للخدمات المقدمة إليهم ، لأنها ترتكز على واقعهم.٣,١ - الحصول على رأي الشباب:
أغلب الناس يعترفون بقيمة المقاربة المؤسسة على القرار المرتكز على فئة عريضة من الآراء؛ خصوصا تلك المتعلقة بحل المشاكل والاختيارات والتوجهات، ونعترف كثيرا بقدرة الشباب على حمل أفكار جديدة تمكن من مراجعة الطرق والأساليب التقليدية، غير أن الشباب في غالب الأحيان مهمشون أو يلعبون دورا ثانويا، لذلك فإن الاهتمام برأي الشباب يمكن أن يزودنا بمقاربات جديدة ومبدعة.
٤,١ - تطوير القدرات:
منشطو الشباب يشعرون بمسئولية توفير الفرص اللازمة لتطوير قدرات الشباب وتجاربهم بالحكمة والتشاور، والشباب قادر على اكتساب تجربة محترمة إذا لمس أن قدراته يأخذ بها في التغييرات الإيجابية داخل جمعيته ومجتمعه المحلي.
2- الأسباب الداخلية:
مشاركة الشباب في عملية اتخاذ القرار عنصر أساسي من أجل تحقيق مهمة الحركة الكشفية التي صادق عليها المؤتمر الكشفى ال ( ٣٥ ) بدربان-جنوب إفريقيا – يوليوز ١٩٩٩ ؛ والقائمة على التأكيد على دور الحركة الكشفية في عالم اليوم، وتتحقق هذه المهمة؛ من خلال الخطوات التالية:
١,٢ - المساعدة لبناء عالم أفضل:
مشاركة الشباب ممكنة عندما لاتقتصر مشاركتهم على تتبع خطوات الراشدين، بل تتجاوزها من أجل تطوير المجتمع، ولهذا السبب فإن دور الراشدين هو إشراك الشباب في عملية اتخاذ القرار، وفتح مجالات المسئولية أمامهم، وفي الحركة الكشفية يجب أن يعمل كل من الراشدين والشباب جنبا لجنب لبناء عالم أفضل، إذ كيف يمكن إعداد الشباب للمواطنة دون منحهم إمكانية تقاسم المسئوليات، واتخاذ القرار؟
٢,٢ - استخدام طريقة مميزة:
البرنامج الكشفى=ي أداة فعالة من أجل مشاركة الشباب، فالطريقة الكشفية مبنية على مشاركة الشباب؛ والوحدة الكشفية يجب أن تعمل بخلاف الوحدة العسكرية، يجب أن تعمل كدولة ديموقراطية مصغرة مع ولاياتها ومحافظاتها (الطلائع والفرق )، دستورها (قانون الكشاف )، وحكومتها (مجلس الفرقة، أو مجلس العرفاء)، وبرلمانها (اجتماع الوحدة).
ولنظام الطلائع قيمة كبرى في تكوين العلاقات والقدرات والعقليات، إذا استخدم بشكل سليم، فهذا النظام يؤدي بكل فتى أن يعى بأنه يتحمل جزءا من المسئولية الفردية لخدمة أفضل للطليعة، ويؤدي بكل طليعة أن تتحمل مسئولية محددة من أجل خير الفرقة.
٣,٢ - مساعدة الشباب لبلورة نظام قيم:
عن طريق إشراك الشباب في عملية اتخاذ القرار يمكنهم اكتشاف قيم كتلك المتعلقة بالعمل مع الآخرين لتحقيق أهداف موحدة، والإنصات إلى الآخرين، واحترام آرائهم؛ مما يوفر قاعدة مشتركة للتوافق، ويوجه القدرات والمجهودات لخدمة الجماعة، وتقاسم النجاح بطريقة جماعية بدل البحث عن المصلحة الفردية، وبهذه القيم الأساسية يتم بناء مجتمع أكثر تسامحا وأكثر تضامنا.
ونريد الآن في الحركة الكشفية الذهاب بعيدا بالشباب لإكتشاف وإدماج مجموعة من القيم: (فقانون الكشاف) كما يقول " اللورد باول " يجب أن لايقدم بصيغة الموعظة، بل يجب أن يكتشف عن طريق التجربة؛ فمن خلال الممارسة العملية لتحديد الاحتياجات، والبحث عن الحلول الممكنة، واتخاذ القرار من أجل التخطيط للعمل، وتقاسم المسئوليات، وتقييم حياة الجماعة لإقرار قواعد موحدة؛ يمكن للشباب تدريجيا اكتشاف قيم (قانون الكشاف)، وترسيخ قناعتهم به.
وهكذا فإن مشاركة الشباب دعامة أساسية من أجل تنمية ذاتية للقيم.
٤,٢ - الارتقاء بالديموقراطية وديناميكية الجمعيات:
في جل الجمعيات فإن الشباب الأقل من ثلاثين سنة هم المسئولون على تبليغ البرنامج للقاعدة، وإذا لم يتم إشراكهم في اتخاذ القرار في جم ع العمليات، فإن الحركة الكشفية ستواجه خطرامزدوجا:
- إذ بدون الرجوع إلى العاملين مع القاعدة، فإن المسئولين الوطنيين يتعرضون لفقدان الصلة مع الواقع، ولايقدرون على معالجة وتطوير الاستراتيجيات المناسبة.
- إن عدم إتاحة الفرصة للشباب للتعبير عن آرائهم أو الإنصات إ ليهم، يؤدي بالشباب إلى فقدان الحماس، والمغادرة السريعة للجمعية.
- إن التفاعل بين القاعدة والقمة ، والمشاركة الديموقراطية شرطان ضروريان من أجل توفير جمعياتوطنية ديناميكية وفاعلة.
إيجابيات مشاركة الشباب:
- تنمية إمكانياتهم الذاتية، واستقلالهم الشخصي.
- التوفيق بين الاختيارات والزمن المتاح.
- المشاركة كأفراد في فريق فى القرارات المؤثرة على البرنامج بشكل عام.
- إكتساب قدرات تنشيط المجموعة، وتحمل دور قيادي في تخطيط أنشطة المشاريع.
- فرصة حقيقية للأخذ والعطاء، وتبادل الأفكار والمعلومات والمهارات مع شباب آخرين ضمنمجتمع أكبر.
- الرضى النفسى، والشعور بالإنتماء.
وفي إطار مشاركة متميزة يحقق الراشدون:
- لعب دور المربى والمسير لتنمية قدرات الشباب.
- تقاسم السلطة بأسلوب واقعى مع الشباب، وفتح المجال أمامهم لحل المشاكل، واتخاذ القرارات، والتخطيط، وتحقيق الأهداف، ومساعدة الآخرين.
١,٣ - الفوائد الآنية لمشاركة الشباب:
إن الإرتقاء بالمشاركة المتميزة للشباب في برنامج ما يفرض تخطيطا دقيقا، ويمكن أن يمثل تحديا للقادة الراشدين، غير أن هذه المشاركة تحقق فوائد كثيرة إلى حد ما لكل من البرنامج والشباب ومن أهم هذه الفوائد:
- المشاركة كقيمة إضافية وفائدة كبرى بشكل خاص عند الشباب وكذا الأكبر سنا.
- حمل أفكار جديدة؛ يمكن أن تساهم في ميلاد أنشطة جديدة ومثيرة.
- كلما انخرط الشباب في تحديد كل ما هو مهم بالنسبة إليهم ، كلما كانت أهداف واغراض البرنامج مركزة على الشباب وبالتالي فإن عملية التقييم تأخذ دلالة متميزة بالنسبة لكل المساهمين.
- كلما تحمل الشباب المسئولية في تنظيم أنشطتهم ، كلما استطاع القا دة الراشدون تقليص الوقت المخصص للمراقبة والضبط.
- القيام بأدوار القيادة، والعمل مع الراشدين لتحسين إمكانيات التكوين والتنمية بالنسبة لجميع المشاركين.
- عندما نعطى للشباب أدوات التدبير الذاتى، وعندما نشركهم في بناء برنامج بدعم من الآخرين، فإننا نروج لرسالة مؤداها:" افعلوا بما تفكرون، وبما هو مهم بالنسبة إليكم".
٢,٣ - الفوائد البعيدة الأمد:
- إن البحوث العلمية التي أجريت حول الاندماج والحياة الاجتماعية المستقرة والمتوازنة نفسانيا؛ تؤكد على أن المشاركة المتميزة للشباب تمثل عاملا وقائيا أساسيا مهما كانت الظروف يساعدهم على تخطي الصعاب والاندماج بيسر وسهولة في المجتمع.
- إن إتاحة فرص حقيقية للشباب لتقاسم المسئوليات، يسهم في إحداث مناخ يرفع من المعنويات والحماس، مما يعزز الأهمية الاعتبارية للشباب باعتبارهم خزانا للموارد البشرية المنتجة، وليس فقط أعضاء مستهلكين، أو أعضاء يحتاجون للمراقبة والمتابعة. ويمكننا تحقيق هذا المسعى من خلال منح الشباب أدوارا نافعة بإشراكهم في الإدارة، وتخطيط البرامج وكذا في الأنشطة المختلفة.