كيف تشكل الفرقة الكشفية حسب نظام الطلائع ؟
لا يسع كل من عرف الحياة الكشفية وخبرها بتجاربه إلا أن تكون له هاتان الكلمتان شعار: (سر، بتروّ) وليحكم القائد الناشئ حفظ هذا الشعار لأنه حين يشذ عنه يلقى صعاباً يكره أن تلوح له وجوهها الحالكة، وأن أول شيء يجب أن يراعى في بدء التأسيس هو ما قلناه في الفصول السابقة من أن نوجد العدد الذي نريده من العرفاء والمعاونين اللذين تبنينا تثقيفهم بالثقافة الكشفية التي تجعل لهم مستوى أرفع بكثير من مستوى الكشافين الذي سينضوون تحت لوائهم يوم يناط بهم أمر التوجيه، وإذا افترضنا أن مرشحاً لقيادة فرقة أراد أن يعقد اجتماعاً لفئة من الفتيان ليخطب فيهم ويشرح لهم الغاية من الحركة الكشفية فهذا المرشح لا ينبغي له أن يقدم على هذا العمل قبل أن يكون قد شاور في الأمر مفوض منطقته أو أحد من المندوبين ذوي الخبرة والمعرفة في الحقل الكشفي، فإذا ما تم له ذلك فليبادر إلى دعوة من يريد من الفتيان الراغبين في الانخراط بسلك الحركة وليبلغهم بأنه عازم على تشكيل فرقة في مدى ثلاثة أو أربعة أشهر ليسجل من فوره اسم كل راغب في حركتنا وليختر بعدئذ عشرة أو اثني عشر فتى ممن يتوسم فيهم الهمة والاستقامة فيبدأ تثقيفهم وتدريبهم على قيادة الطليعة، وبعد مضي خمسة عشر يوماً سنرى بعضاً من هؤلاء أو القسم الأكبر منهم ( ولا نقول جميعهم) متقدما لنيل درجة المبتدئ وهم يؤيدون اليمين ويؤخذ عليهم العهد ثم يسمح لهم بارتداء الألبسة الكشفية.
وبعد هذه المرحلة ليهتم القائد بإعدادهم لنيل الدرجة الثانية، وإن المدة التي يقضيها الكشاف حتى يجتاز الدرجة الثانية من المؤكد أنها تختلف حسب اختلاف سنه وثقافته، ومن المؤكد أيضاً بان الكشاف الذي يبدي نشاط أو مثابرة على العمل ليستطيع اجتياز مرحلة الدرجة الثانية في مدة تتراوح بين أربعة أو ستة أشهر، وحين يحظى الكشافون بنيل الدرجة الثانية يصبح بإمكان القائد أن يعتمدهم لأن يكونوا عرفاء طلائع يساعد كل منهم في مهمته معاون عريف، وبعد إتمام هذه العملية يدعو القائد الفتيان المسجلين عنده فيجمعهم ويؤلف منهم الطلائع وبهذا تكون قد تأسست لدينا الفرقة، وهنا نقول بأن القائد إذا ما نجح في إيجاد ثلاثة عرفاء فقط مع معاونيهم يمكن له أن يأخذ خمسة عشر فتى يقسمهم على ثلاث طلائع عدد كل واحدة ستة أو سبعة بما فيهم العريف والمعاون.
وإننا كثيراً ما نلحظ أن رغبة الأفراد الذين حضروا الاجتماع الأول تفتر وأن شغفهم بالكشفية يضعف بعد مضي أشهر قليلة غير أن القائد الممتاز يقدر على أن يحافظ على هذه الرغبة وهذا الاندفاع في كشافيه نحو الحركة إذا جدد لهم دوماً أساليب مرغبة تجعل تعلقهم بالكشفية يزداد يوماً بعد يوم ونحن نلمس أن نتائج الفتى الذي يقضي مدة شهرين أو ثلاث أشهر في انتظار الساعة التي سيصبح فيها كشافاً تفوق كثير نتائج آخر انخرط في الكشفية فور رغبته فيها، وهذه ملاحظة يجب أن تراعى عند القادة لأنها مما يساعد على عدم تسرب الملل إلى نفوس هذا الشخص في فترات قد لا تطول إلا شهوراً قلائل، وقد تجد قائداً يتقدم ويعتذر عن العمل بحجة أن العدد الذي بين يديه قليل وأن من حقنا أن نفهم أمثال هذا القائد بان العمل التدريجي هو أدعى للنجاح من العمل مع فريق كبير من الفتيان.
وقبل أن يسمي القائد العريف يجب عليه أن يفهمه واجبه نحو طليعته وقائده وأن يبين له ما تنتظره الحركة منه وأن من الخطأ تسمية أحد الكشافين عريفاً تحت ضغط الحاجة والضرورة، فطريقنا التي نحتمها هي أن نعد دائما عرفاء يكونون أميز بكثير من بقية الأفراد في الأمور الكشفية الفنية.
الثلاثاء يناير 18, 2011 5:41 am
