القيادة
كثيٌر منا يمارس عملية القيادة دون أن يعرف مفهومها وماهيتها ، ونلاحظ فى بعض الأوقات
أن هناك قادة يشتكون من أفرادهم بأنهم لايستجيبون لهم بالشكل المطلوب ،وأنهم جربوا معهم أسلوب الحزم والشدة أو أسلوب التساهل الى أبعد حد أو كأن نسمع من فتى أو مرشدة بأنه لم يستفد أو يتعلم شيئا من الحركة الكشفية أو بالأحرى لم يكتسب شيئا من قائده وأنه مبهور بقائد فرقة أخرى فنراه ينتقل الى تلك الفرقة خاصة وأن الفتية والفتيات فى هذه المرحلة العمرية يبحثون عن شخصية البطل الذي يعد مثلهم الأعلى فى المحيطين بهم سواء كانوا مدرسيهم أو أبائهم أو قادتهم لذلك على كل قائد وقائدة أذا أراد أن يكون قدوة لأفراده ومثلهم الأعلى وأن يكون ملهمهم عليه أن يفهم أن القائد ليس برئيس فى العمل يخصم من مرتب موظف لديه حتى يجعله يلتزم بقوانين العمل أو مدرس يمكنه جعل الطالب يلتزم باللوائح التنظيمية للفصل أو المدرسة عن طريق خصم الدرجات التي تشكل الطريق المستقبلي للطالب ، أنما القائد شخص غير ذلك كله .
ماهية القيادة:
القيادة هي العملية التي يقوم بمقتضاها القائد بممارسة نوع من التأثير الاجتماعى على الأفراد فى الجماعة وذلك عن طريق أستغلال ماتمنحه له المؤسسة من قوة يؤثر بها فى سلوك وتصرفات الآخرين فينصاعون له بأرادتهم ، سواء كان هذه القيادة أجتماعية ،كشفية
أذن....القيادة = تأثير ...... والقائد هو مؤثر.
...وتتوقف قدرة القائد على التأثير فى أفراده على مايتمتع به من قوة والمقصود بالقوة هنا هو السلطة وتتنوع هذه السلطات لتشكل فى مجملها أسباب تؤدى بالقائد الى ممارسة التأثير بالإضافة الى عدد من العوامل الأخرى ...وهذه القوة هي :
أ*- قوة رسمية : وهى عبارة عن القوة التي يستمدها القائد من كونه قائداً مكلفاً رسمياً من قبل جمعيته أو منطقته الكشفية وهوالمسؤول عنها كشفياً وقانونياً .
ب*- قوة المكافأة :وهى تتمثل فى ما لدى القائد من قدرة على مكأفاة أفراده من مدح وتكريم ( الطليعة المجلية, الكشاف المتميز ،..الخ ) وذلك وفقاً لمدى طاعتهم له وقيامهم بما يطلبه منهم من أعمال ,والتزامهم بعهد وشريعة الكشاف
ج- قوة الإكراه : وهى مبنية على أساس قدرة القائد على توقيع العقوبات والجزاءات
( كالتوبيخ ,الحرمان من المشاركة فى نشاط معين , ) وغير ذلك من العقوبات
التي قد تدعو الحاجة على إيقاعها على الأفراد المخالفين لعهد وشريعة الكشاف
ولمبادئ الحركة.
د- قوة الخبرة: وهى مستمدة من المعلومات والمعارف الكشفية والعلمية والحياتية
المتوفرة لدى القائد مم يجعل أفراده يرجعون إليه لأستشارته وطلب المساعدة منه فى مايستعصى عليهم فى مختلف أمورهم ومثل هذا الأمر يعزز دور القائد فى التأثير وأظهار قدرته لأفراده على فهم كل الأمور وقدرته على معالجة المشكلات ،وهنا تأتى أهمية دور القائد فى تثقيف وتأهيل نفسه ذاتيا وأن لا يكتفي بالدورات
الرسمية لتأهيل القادة حتى يستطيع أن يشبع حاجات أفراده للمعلومات وإذا ماتقاعس القائد عن واجبه هذا فأن أفراده يذهبون الى غيره من القادة الذين تتوفر لديهم إجابات شافية لأسئلتهم وهم بالتالي لن يلجئوا الى قائدهم مرة أخرى وإنما الى القائد الذين جربوا ووثقوا به لأنه لديه الإجابات لأسئلتهم , وبذلك يكون قائد المجموعة قد فقد قوة الخبرة التي كانت ستساعده فى التأثير فى أفراده .
أما العوامل الأخرى المساعدة للقائد كي يمارس التأثير على أفراده فهي تتمثل فى الفهم والإدراك لطبيعة دوره كقائد, ومدى قدرته على فهم أفراده والوقوف على أحتياجاتهم وإشباعها , كذلك قدرته على الاهتمام بكل فرد من أفراد فرقته ومعاملتهم
بعدالة وأنصاف ,وأن يكون لهم قدوة حسنة فى تعامله وسلوكه سواء كان معهم أو
مع غيرهم ,ففي كثير من الأحيان نلاحظ أن من شدة تأثر الأفراد بقادتهم يقلدونهم فى
طريقة حديثهم وهندامهم ومشيتهم فى كل شيء تقريبا..... لذلك أحرص أخي القائد
, أختي القائدة على أن تكونوا قدوة حسنة لأفرادكم إذ أن عملية التأثير لا تقتصر على
الأمور الايجابية فقط وإنما تتعدى حتى للأمور السلبية وإذا حدث ذلك فأنكم قد وضعتم وزر السلبيات التي يكتسبها أفرادكم منكم على أعناقكم ، لذلك انتبهوا لأقوالكم
وأفعالكم وأنفعالتكم ولباسكم أمام الفتية والفتيات الذين تقودونهم ...فالقيادة أمانة و
مسؤولية ....