نظام التقدم (التدرج) الكشفي
تمهيد:
تعتبر المناهج الكشفية هي الأداة الرئيسية التي تعتمد عليها الجمعيات لتأدية رسالتها التربوية، حيث تشتمل على المعارف والمهارات والاتجاهات الوجدانية السلوكية التي ينبغى إكسابها للفتية والشباب في مرحلة من المراحل معبر عنها بمجموعة من الأهداف التربوية تمت صياغتها بصورة واضحة، روعي في وضعها التكامل والتناغم اللازمان لكمال العملية التربوية.
بيد أن مجرد وضع هذه الأهداف التربوية لايضمن وحده تحقيقها دون إيجاد آلية تسمح بتحقيقها.
لذا فإن الخطوة الأخيرة والمكملة التي لابد منها في إعداد المناهج الكشفية للمراحل هي تصميم نظام تقدم لكل مرحلة سنية يراعى أطوار النمو الخاصة بالمرحلة، يعمل على حث الأعضاء على التقدم وتوجيههم وتقديرإنجازاتهم وتقدمهم نحو تحقيق تنميتهم الشخصية المبنية على أساس الأهداف الخاصة بمرحلتهم السنية ويعكس بصورة واضحة الأ سلوب التي تطبق به الطريقة الكشفية على كل مرحلة سنية، كما يعتبر نظام التقدم أيضا أداة معينة لقادة الوحدات لمساعدتهم على حث وتوجيه وتشجيع الفتية والشباب أعضاء الوحدات الكشفية.
ما هو نظام التقدم؟
نظام التقدم هو مجموعة من الخطوات المتدرجة المتتالية لمعاونة الشباب على اكتساب المهارات والمعارف والاتجاهات التي تتضمنها مناهج المرحلة (شارات الكفاية / الجدارة/ أوسمة التدرج ) وكذا العناية بالهوايات الخاصة والاهتمامات الفردية (شارات الهوايات) وذلك منذ إلحاقه بالوحدة الكشفية وأدائه للوعد.
معايير ينبغى توافرها فى نظام التقدم:
- البساطة وسهولة التطبيق، بحيث يسهل على الشباب فهمه واستخدامه بمساعدة قائد الوحدة.
- الارتباط الواضح بمراحل مميزة لتوضيح التقدم الشخصى (ويقصد بها الدرجات) فعلى سبيل المثال في بعض الجمعيات يمر الشبل بثلاث خطوات رئيسية بعد حفل القبول هي: الشبل المبتدىء / الشبل الثانى/ الشبل الأول/ .....
- الجاذبية لأعضاء المرحلة من الفتية والشباب.
- مشجع ومحفز للشباب لمساعدتهم على تحقيق التقدم في عملية التنمية الشخصية، حيث ينبغي أن يوضح نظام التقدم كيف يمكن لكل شاب أن يختار المتطلبات التي تحقق له التنمية الشخصية (والتي تعتمد على الأهداف التربوية لمنهج المرحلة).
- الاندماج مع الإطار الرمزي للمرحلة والتمشي مع خصائص ورغبات الشباب أعضاء تلك المرحلة.
- التدرج بما يلائم أعمار وقدرات الشباب في المرحلة السنية المعينة.
- المرونة والقدرة على المواءمة وتغطية كل مجالات المناهج، وذلك حتى يتمكن الشباب من وضع أهدافهم الشخصية طبقا لاهتماماتهم وقدراتهم.
- تحقيق الارتباط بين شارات الكفاية (الجدارة/ أوسمة الدرجات) وشارات الهوايات، فينبغي أن يحقق نظام التقدم العناية بمتابعة الاهتمامات والهوايات الخاصة بكل عضو من الأعضاء، ويتم تحقيق ذلك من خلال الاهتمام بمنح شارات الهوايات وربطها بالتقدم مع الأخذ في الاعتبار طبيعتها الخاصة الاختيارية.
- يسمح بإتاحة فرصة الاختيار وفقا لقدرات الفتية والشباب.
وكلما كان الشباب في مرحلة سنية متقدمة كلما كان من الضروري أن يتسم نظام التقدم بقدر أكبر من المرونة والسماح بأكبر قدر من الاختيار الشخصي .....
كيفية تطبيق نظام التقدم:
• أولاً: الوعد:
تتمثل الخطوة الأولى من نظام التقدم في تسجيل وإعلان انضمام الفتى أو الشاب إلى الحركة الكشفية والتزامه الشخصي بسلوكيات قانون الكشافة وأهداف ومبادىء وطريقة وتقاليد الحركة الكشفية، ويتم التعبير عن ذلك من خلال أداء الوعد بالتقاليد المتعارف عليها، حيث أن التعهد الأول الذى يقطعه الفتية والشباب على أنفسهم (من خلال أداء الوعد) هو بمثابة العقد الأساسي الذي تبنى عليه العلاقة التربوية بين الشاب وبين الجمعية، ويتم ذلك في حضور أقرانه من الأعضاء الشباب والقادة.
والوعد أيضاً هو نقطة الانطلاق في نظام التقدم، وهو الأساس الذي بناء عليه يقوم الشاب باختيار الأهداف التربوية (المتطلبات)، التي يمكنه من خلالها تحقيق تنميته الذاتية، ويؤدي الوعد في الأشهر الأولى من انضمام الفتى أو الشاب إلى وحدة كشفية وبعد تفهمه لما تقدمه له الحركة الكشفية والالتزامات المترتبة عليه، وقبوله بذك.
• ثانياً: تنفيذ متطلبات الترقي والحصول على الدرجات:
إن التقدم الذي يحققه كل عضو في إنجاز الأهداف التربوية وتنمية الشخصية في أي مرحلة من المراحل السنية يتم تسجيله من خلال مجموعة من الخطوات التي يتم تجسيدها غالباً من خلال شارات الكفا ية (الجدارة/ أوسمة الدرجات). ويعتمد عدد هذه الخطوات على الفترة الزمنية التي تستغرقها المرحلة السنية، ولاينبغى أن تكون هناك عادة أكثر من خطوة واحدة خلال العام الواحد. ويتم تسجيل التقدم من خلال خطوات متنوعة يتم تمييزها بالشارات أو أشكال أخرى من التقدير.
دور الجمعية فى تشجيع تطبيق نظام التقدم:
- التعريف بالمناهج ونظام التقدم:
العمل على تعريف القادة على مختلف المستويات، وبصفة خاصة قادة الوحدات والمفوضين المسئولين بهيكلية المراحل بالمناهج الكشفية للمراحل ونظام التقدم وذلك من خلال الندوات واللقاءات والمطبوعات والوسائل الأخرى.
- توفير الأدلة وأدوات ووسائل التطبيق:
ينبغى أن يتم تصميم الأدلة الإرشادية للقادة والفتية والشباب. وكذا بطاقات التقدم والملصقات بما يتناسب مع كل مرحلة سنية على حدة.
- تدريب قادة الوحدات:
العمل على تدريب قادة الوحدات على كيفية تطبيق المنهج الكشفي ونظام التقدم للمرحلة التي يعمل معها وكيفية استخدام الوسائل والأدوات والنماذج والبطاقات والأدلة للوصول إلى التطبيق السليم.
دور قادة الوحدات في تطبيق نظام التقدم:
- تعريف الفتية بالمناهج وتشجيعهم على التقدم:
شرح متطلبات المناهج ونظام التقدم للفتية والشباب أعضاء الوحدة ليستطيع كل منهم تحديد دوره فى اختيار واجتياز المتطلبات بما يتلاءم مع رغباته واحتياجاته لتنمية شخصيته، وإتاحة الفرص للمرور بالتجارب والخبرات وممارسة الأنشطة التي تمكنهم من تنفيذ المتطلبات.
- توفير أدوات التطبيق:
من أدلة وبطاقات وشهادات ونماذج وشارات والتأكيد على أن يكون مع كل عضو بالفرقة بطاقة التقدم الخاصة به والحفاظ عليها واستخدامها في تسجيل اجتياز المتطلبات، وعلى القائد أن يحرص على توفير لوحات تقدم للفرقة والطليعة توضح مدى تقدم الأعضاء وتحفزهم على التنافس لتنمية قدراتهم الشخصية بالحصول على الدرجات.
- الاهتمام بالتقييم المستمر:
من الهام أن تجري عملية تقييم لتقدم الشاب في تحقيق المتطلبات (الأهداف التربوية) التي اختارها بنفسه بمعاونة القائد في كل مجال من مجالات المناهج من خلال تحديد الطريقة التي يمكن بها تقييم تقدم كل شاب، وهذا التقييم يجب أن يكون مبنياً على تحقيق الأهداف التربوية وتطور الاتجاهات السلوكية التي يمكن ملاحظتها من خلال الحياة اليومية، وليس من خلال اجتياز الاختبارات أو مجرد تنفيذ الأنشطة.
- التقدير العلنى والاعتراف بالتقدم:
يؤكد على التقدير العلنى للإنجازات التى يحققها الشباب والاعتراف بتقدمهم، وعادة ما يتم هذا من خلال منح الشارات والأوسمة، ولكن علينا أن نبتكر وسائل أخرى لتحقيق ذلك حيث سيؤدى هذا التقدير إلى تحفيز الفتية والشباب على التقدم أكثر وأكثر ولا ينبغي أن تكون الشارات والأوسمة هي الغاية فى حد ذاتها، ولكن علينا توعية الأعضاء بالفوائد الحقيقية التي تعود عليهم من خلال نظام التقدم