مهارة القادة والادارةالدرس الأول
في نهاية هذا الدرس سيتمكن للقائد من معرفة:
* هل مفهوم القيادة سياسي بحت؟
* الفرق بين القيادة والإدارة.
* مشكلة امتنا اليوم.
* من الذي يحرك الأمة؟
هل عجزت بطون النساء أن
تنجب أمثال صلاح الدين الأيوبي وخالد بن الوليد ؟
القيادة من المسائل الهامة التي تفتقدها أمتنا في الوقت الحاضر...
أمتنا ضعيفة..تخلفت عن ركب الأمم ....
وبعد أن كانت أمة تسود الدنيا صارت اليوم تابعة..وهذا التخلف جزء منه يتعلق بالدين وجزء منه يتعلق بالدنيا..التخلف في الأمة اليوم ليس سببه الانحراف الديني والعقائدي فقط بل هناك جانب مادي مشترك بين أجزاء التخلف ألا وهــــــــو .. التخلف الإداري.
هل مفهوم القيادة هو سياسي بحت؟
أزمة القيادة هي ليست فقط في القيادة السياسية،بل في كل المستويات يوجد عندنا أزمات.أزمة الأمة الرئيسية هي أزمة فكر وأزمة هوية ، وفي أرض الواقع الأزمة تتجلى في القيادة.
وبالمقابل نجد أن عندنا إمكانيات وعندنا عقول وعندنا قدرات في كل مجالات الحياة في السياسة و الاقتصاد و الجيش و الصحة و التعليم.
فلماذا نحن متخلفين؟
ببساطة لأنه لدينا منهج عظيم لم نتبناه بالكامل، عندنا قدرات عظيمة لم نستغلها بالكامل.القيادة هي أزمة تالية لأزمة الفكر.. وإصلاح القيادات يكون أولاً بإصلاح الفكر الذي تحمله هذه القيادات لو استطعنا أن نفعل هذا وليس فقط في القيادة السياسية وإنما في كل أنواع القيادات لوجدنا أن كثير من مشاكل الأمم يمكن أن تُحَل.
التعريف العلمي للقيادة:
هي عملية تحريك الناس نحو الهدف[B] .
هي عملية:
ليست خطوة واحدة بل خطوات متعددة ومتجزئة وتتطلب الكثير من الجهد .
تحريك الناس: الذي لا يملك القدرة على تحريك الناس ليس بقائد.
نحو الهدف: الذي لا يعرف أين هدفه وإلى أين يريد أن يحرك الناس ليس بقائد.
الفرق بين القيادة والإدارة.:
معظم منظماتنا اليوم (شركات وجمعيات ومؤسسات وإدارات حكومية وخاصة و...) تدار ولا تقاد.
فما الفرق بين الإدارة والقيادة؟
الإدارة: تحسين الأداء مع تقليل الجهد والوقت والتكلفة (الاهتمام بالحاضر ومحاولة تحسينه).القيادة: تركز على الهدف والمستقبل و الإنجاز و تركز على الإنسان.
مفهوم القيادة عندنا يختلف في أصوله وجذوره عما هو في الغرب. في الغرب القيادة تُدرَس من أجل تحسين أرباحهم و نتاجهم أما نحن فلأننا نطبق شرعنا.. ولأننا مأمورين ببذل الجهد والأخذ بالأسباب ونربطهما بعقيدتنا وأخرتنا.. فأهدافنا ليست مادية أو دنيوية فقط..بل نريد رضا الله و الجنة وما فيها من نعيم..
نريد رضا الله الذي يحبنا ونحبه..فنتعلم القيادة لنحسن ديننا ودنيانا..لكنها ليست سبب النصر.
قال تعالى: ”وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ “ الأنفال 10
فمن أسباب القوة أن نحسن قيادة الأمور..
90% من الانتصارات في المعارك سببها ليست القوى المادية فقط..
بل القوى الإدارية والقيادية..
ما هي مشكلة أمتنا اليوم؟
مشكلتنا لا تكمن في عدم وجود قادة..مشكلتنا تكمن في عدم وجود قادة ذوي رؤية وهدف في جميع المستويات ليقودوا الأمة نحو هويتها ونحو عزها ومجدها..
مشكلتنا في الطريقة التي تدار بها الأمور
كثير من القادة يميلون أن يحيطوا أنفسهم بأتباع لا ينطقون ولا يعترضون .هذه الفلسفة هي التي توجد ديكتاتورية. في ظل الديكتاتورية نحرم من صنع قيادات جديدة، في ظل الديكتاتورية نحرم من الإبداع، مادامت هناك ديكتاتوريات على كل المستويات لن ننهض.
لا إبداع بدون حرية.. لا إبداع في ظل أجواء ديكتاتورية..
فمن الأخطاء الكبيرة في التعليم
أننا نركز على الطب والعلوم والرياضيات والهندسة، وننسى أن نركز على شيء نسميه (مهارات الحياة).
كيف نتعلم مهارات التخطيط والإبداع والقيادة، كيف نتعامل مع الناس على اختلاف عقولهم ودياناتهم، كيف نتعلم اختيار القدوات التي تعينك و تنيرك لرسم طريق حياتك.الدراسات أوضحت أن العلوم الإنسانية هي التي تصنع القادة
الإعلام /الأدب/ اللغة /الدين /الفلسفة/ علم النفس /علم الاجتماع/ الإدارة/ هذه كلها تصنع قادة بينما العلوم الطبيعية بحد ذاتها طب /هندسة/ تكنولوجيا /كمبيوتر/ لا تصنع قادة
لماذا؟
العلوم الإنسانية هي التي تشكل شخصية الإنسان، بينما العلوم التقنية تشكل عقلية الإنسان وليست شخصية الإنسان وبالتالي هناك فرق.
من الذي يحرك الأمة؟
سنجد فئتين رئيسيتين تحركان الأمة : العلماء بكافة أصنافهم و الحكام.
هؤلاء هم الذين يحركون الأمم على مدى الزمان في كل اتجاه عند المسلمين وعند غير المسلمين.
إذا صلح حال الحكام والعلماء صلحت الأمة بشكل عام.
العلماء ومدى صلاحيتهم للقيادة
العلماء نوعان:
علماء طرحوا أفكار ولم يكن لهم دور في تحويل الفكر إلى واقع قيادة، وعلماء طرحوا أفكار وقادوا الأمة مثلا : الإمام [B]الغزالي لما طرح إحياء علوم الدين طرح فكر وأحيا الأمة به لكنه لم يقد الناس قيادة حركية غيرت الأمة.. الذي تولى هذا الفكر وتبناه كان عماد الدين زنكي الذي حمل هذا الفكر وقاتل الصليبيين وأحيا الأمة بهذا الجهاد ومن وراء عماد الدين جاء نور الدين ومن وراءه صلاح الدين إلى آخره. ويوجد علماء هم أنفسهم قادوا الأمة, أحمد بن نصر الخزاعي مثلا طرح فكر وقاد الناس لتنفيذ هذا الفكر وغيره من العلماء. إذن يجب أن نميز عن أي عالم نتكلم.