عريف الطليعة.. ومساعده
تتألف الطليعة ـ حسب العرف ـ من ستة أو ثمانية أشخاص ومن هؤلاء تشكل وحدة مستقلة, يكون على رأسها حين العمل, واللعب, وبث روح النظام, في الرحلات والمخيمات شخص تظهر فيه القدرة على تحمل هذه الأعباء لتسيير الآخرين وجعلهم ينقادون إليه, وقد يصعب على الفتى القيام بمثل ذلك أن لم تتوفر فيه فطرة سليمة تعده لمنصب ـ الرئاسة ـ أو أنه لم يتحل بقوة شخصية أيضا تكون مبعث احترام, وان من الأسباب التي توصلنا إلى توجيه أفرادنا نحو العمل أن نقود هؤلاء بطريقة ليس في مضمونها معنى حب السيطرة للسيطرة حتى تتمكن من جذبهم إلى الناحية التي نريدها لهم فيؤدوها وهم لا يحسنون إكراها أو دفعا ممقوتا إلى العمل.
وانه لمن السهل جدا تنمية هذه الصفات بفضل التربية الكشفية وإتباع ما جاء به ـ نظام الطلائع ـ الذي يحتم علينا إننا إذا رشحنا فردا ما إلى قيادة الطليعة ألا يقع اختيارانا على مرشح صغير السن بالنسبة إلى الباقين, وهذا لا يعني أن الكشاف الذي يبلغ الثانية عشرة لا يستطيع القيام بأعمال ـ العريف ـ ولكن القصد هو أن الطبيعة قد جعلت للكبير فدرة يسيطر بها أكثر مما جعلت للحدث ولو كان هذا جانب من ثقافة ومعرفة تؤهله لتولي مثل هذا المنصب من بين رفاقه.
مساعد عريف الطليعة
ولما كان العمل في حقل الطليعة يستوجب عناية زائدة فقد وجب أن يقوم مع العريف ـ معاون ـ يصطفيه هو نفسه ليشاطره المسؤولية وينوب عنه أثناء تغيبه لأمر مشروع, وبهذا الصدد لنا أن ننصح القائد الذي يستأثر أحيانا باختيار المعاون بنفسه دون اخذ رأي العريف بأن مثل هذه البادرة قد تكون سبباً مؤكدا باقتراف خطأ يكون من الصعب إصلاحه فيما بعد, لان نظامنا الذي ننص عليه يجب أن يسري في جو يسوده حسن التفاهم لنضمن بذلك ثمرة صلاحه, وان في اختيار المعاون برأي القائد والعريف معا سببا مباشرة لعدم الوقوع في شراك هفوات تضر في مستقبل الطليعة, وليعلم القائد بأن فرض سيطرته في مثل هذا الظرف لا يكون مرتكزا على السداد, وقد نصح اللورد بادن باول بأن قال: "يجب أن يترك أمر تعيين المعاونين إلى العرفاء أنفسهم" ولنذكر هنا بأن ثقافة الفتى وشخصيته ذات الميزة النسبية هما اللذان يلعبان الدور المهم في تولي القيادة, لأن الشرط الأساسي في هذا أن يكون العريف أبرز شخص بين بقية الأفراد.