امتيازات عريف الطليعة الكشفية
لم تكن الامتيازات الخاصة التي تمنح لعريف الطليعة ومعاونة إلا لتسهل عليها فرض صلاحياتهما في الطليعة, وقد قارن "بادن باول" مهمة العريف بمهمة مدير المعهد من حيث الميزات والنتائج التي تنجم عنها في النهاية, وإننا سنبين فيما يلي طريقة من شأنها أن تقوي المعنوية عند العريف ومعاونيه وهي أن القائد حين يرى وقتا لديه مناسبا يدعوا العرفاء والمعاونين إلى اجتماع يدربهم فيه على قيادة طلائعهم والسير بها إلى الأمام.
ويمكن لهذا الاجتماع أن يعقد مرة في أسبوع أو مرة في غضون الشهر على الأكثر أو كل ثلاث اشهر عل الأقل, وان يضم فرقتين من العرفاء والمعاونين أو أكثر من ذلك إذا أمكن الظرف وعندها تلقى دروس أو محاضرات في النواحي الكشفية, منها ما يختص بالإسعاف وأخرى في طرق بناء الجسور .. الخ. فبفضل هذه التعاليم التي يتلقاها العرفاء والمعاونون يترقى الأفراد وتنعش حياة الطلائع, ولقد أفاد كشافو لندن من هذه الاجتماعات فوائد جمة, فهم عقدوها ويعقدونها دوما في شتى مناطقهم ويجعلونها عامة وفي نطاق واسع يقيمونها كل ثلاثة اشهر, ففيها يلتئم شمل عدد وفير من العرفاء وهم أنفسهم يحاضرون أثناءها في المواضيع المختلفة المجدية.
وعقب كل محاضرة يثار نقاش برئ ومنظم يتبادل المجتمعون فيه الآراء ويقبلون وجوه النظر حول الأمور التي بحثت ويرأس هذه الاجتماعات مندوب احد المناطق أو احد القادة ويكلف عريف يختارونه لتسجيل وقائع كل اجتماع ليبعث بالمحضر فيما بعد إلى مجالس الشرف في كافة الفرق التي سبق لعرفائها أن اشتركوا فيها.
ولتقم بعض الفرق التي مر على تأسيسها عدة سنين بإنشاء مخيمات تدريبية أسبوعية خاصة بعرفاء الطلائع, فان لهذه الطريقة نتائجها الفعالة, ففي هذه المخيمات الناجحة يلمس القائد نتيجة جهوده بعد أن يكون أقامها على أساس صالح يتفق وأهلية العرفاء الذين هم الدعامة الكبرى في بنيان الفرقة ونشأة الطليعة وتقويم الفرد, وإننا نلحظ أحيانا أن بعضا من هذه المخيمات تقتصر أيامها على وسائل اللهو والعبث وقتل الوقت دون ما جدوى فلا نظام يسودها ولا مناهج قوية ذات أسس قويمة تدعمها, فمثل هذه المخيمات هي حتما ـ فاشلة ـ من الناحية الكشفية الصحيحة وان ضررها لا يتعدى العرفاء أنفسهم بل إن عوامل هذه الفوضى لابد أن تكون سببا أكيدا في تقويض أركان الفرقة بما شملت, فإزاء ذلك لنا أن نوجه خالص النصح إلى القادة المحدثين, فهم قبل أن يقيموا مخيماتهم التي سيتوخون من عقباها كل خير عليهم أن يتصلوا في البدء ببعض الأخصائيين من المدربين القدماء, أو مندوبي المناطق ليستنيروا بما لديهم من خبرة وحسن تجارب كي يوفق هؤلاء القادة أخيرا في تأدية ما تصبوا أنفسهم إليه فلا يذهب جهدهم عبثا.