القيادة الناجحة
القدرة على التأثير في تصرفات الآخرين، بما في ذلك القدرة على توظيف الأفراد النافعين، وإعطاء الزيادات والعلاوات والمكافآت، والإلمام اللازم بمهارات العاملين والعمل كالمهارات المالية والإدارية والتخطيط ...الخ، والقدرة على التأثير في التنظيم مثل التخطيط ورسم السياسات والاتجاهات والأنظمة. ولقد ذكرت بعض الدراسات أن القيادة تعرف من خلال تأثرها في التصرفات وتغيير السلوكيات. وهذا تعريف جيد مع ملاحظة أن التعرف على القيادة من هذا المنطلق يؤدي إلى اختلال تفهمنا وإدراكنا لها حيث أن التصرفات والسلوكيات تختلف في موازينها من مجتمع لأخر أو من ثقافة لأخرى. لذا من الأفضل التعرف على القيادة من خلال هذا التعريف ولكن مع إضافة أن القيادة عموما لها دور رئيس في إنجاز الأهداف، وإحداث التفاعل بين الأفراد، والتأثير في الأفراد والمجموعات والتنظيم والمجتمع."
ولذلك فهناك وسائل محددة للتعرف على القيادة أو تعريفها والتي من خلالها تتم ممارسة مهام القيادة. ومن أهم هذه الوسائل تحديد وتعريف القيادة من حيث مهام القيادة (أ)، ومن حيث تنمية وصيانة هذه المهام (ب).
(أ) وسائل تحديد والتعرف على مهام القيادة هي:
1- المبادرة بالنشاطات = القائد يبحث عن الاقتراحات الحلول والأفكار
الجديدة، والمبادرة بالتطوير والتحسين.
2- البحث عن المعلومات = البحث عن المعلومات الضرورية لاتخاذ
القرارات والتطوير ولحل المشاكل وإنماء التنظيم والأعمال.
3- إعطاء المعلومات = الوضوح مع العاملين وإعطائهم المعلومات التي
تساعدهم على المشاركة بفاعلية في إنجاز الأهداف.
4- إبداء الرأي = إبداء الرأي ووضوح القيم والمبادئ التي يعتنقها
الجميع والتي تساعد على نمو التنظيم.
5- العمل كقدوة = كالانضباط والاجتهاد والمثابرة والتعاون حتى يكون
القائد قدوة لغيره.
6- التنسيق = التنسيق مع العاملين من خلال بناء العلاقة الطيبة وحثهم
على المشاركة والإبداع وتوثيق الصلات.
7- اختبار الجدوى = وضع المقترحات والدراسات موضع الاختبار لقياس
جدواها وفاعليتها وكفاءتها مع تشجيع العاملين على القيام بذلك أيضا.
8- التقييم والمتابعة = وضع المعايير والمستويات والمقاييس للتحقق من
ارتفاع الجودة والأداء وقياس نتائج الإنجازات.
9- التحليل = تحليل مصادر القلق والتوتر والصعوبات والمشاكل في
العمل وباستمرار لنجاح وتفوق التنظيم.
(ب) يشترط لنجاح القائد أن تكون لديه القدرة على صيانة وتطوير مهام القيادة ومن ذلك:
1- التشجيع = تشجيع العاملين من خلال المصداقية والصراحة والأمانة
والتصرف بإيجابية والتقدير للمجدين.
2- المحافظة على الاستمرارية = حث العاملين على المساهمة في النمو
وإعطاء الاقتراحات والاستماع لبعضهم البعض وتقديرهم واحترامهم
لبعضهم البعض.
3- المتابعة = الاستماع والبحث عن تطور الأفراد في أداءهم وسلوكياتهم
والعمل على تحسينهم وتطويرهم.
4- الشعور = التحدث عن شعور العاملين والنضال من أجل تحقيق مصالحهم
واحتياجاتهم.
5- معالجة التوتر = حل مشكلات العاملين وإزالة التوتر فيما بينهم وتنمية
روح العمل الجماعية.
ويتبين من ذلك أن القائد الناجح هو الماهر في تنظيم العمل والرقابة والسيطرة على الإجراءات وبالتالي يتحقق له تنفيذ وظيفتي التنظيم والرقابة. يلي ذلك القدرة على التخطيط السليم وتعديل أو تحسين بيئة المنظمة داخليا وبالتالي يستطيع أن يضع الأهداف المناسبة التي يتم تحقيقها بواسطة الأفراد والمجموعات والموارد، ثم القدرة على خلق اتزان بين رغبات التنظيم وأهدافه ورغبات الأفراد والمجموعات والموارد المتاحة (وظيفة التخطيط).
والشرط الثاني للقائد الناجح كي يحقق هذه الأهداف هو الأسلوب الكفء والفاعل والإيجابي في التعامل مع الأفراد والمجموعات والموارد لإحداث الالتزام والولاء، وتوجيه العاملين نحو تحقيق هذه الأهداف بفاعلية وكفاءة (وظيفة التوجيه). وبالتالي فيتوجب فيه توفر القدرة على الاتصال الفاعل والتأثير في سلوكيات الأفراد والمجموعات، مما يؤكد أهمية دراسة أساليب القيادة وأنماطها في التأثير على العاملين.
إذا فالقيادي الناجح يحتاج إلى تطوير شخصيته ومهاراته الفردية والعملية وتوفر السلطة الإدارية لديه ومن ثم قدرته على إقناع العاملين والتأثير فيهم لإتباعه بشكل إيجابي وفعال، والتصرف في الموارد بالشكل المناسب لتحقيق الأهداف.