التنمية الروحية في الحركة الكشفية
تحتل التنمية الروحية مكانة متميزة في أولويات الرسالة التربوية للحركة الكشفية منذ نشأتها وحتى الآن ويبدو ذلك جلياً في هدفها ومبادئها المنصوص عليها في الدستور العالمى كالتالى:
هدف الحركة: هو المساهمة في إعداد الشباب للوصول إلى قدراتهم البدنية والعقلية والاجتماعية والروحية كأفراد وكمواطنين وأعضاء في مجتمعاتهم المحلية والوطنية والعالمية.
المبادىء: الواجب نحو الله، الواجب نحو الآخرين، الواجب نحو الذات.
أهمية التنمية الروحية لدى مؤسس الحركة:
إن العبارة الأولى في وعد الكشاف تتناول مسئولية الشخص الدينية وهي مبدأ يطابق فكرة بادن باول عن التنمية الروحية للشخص، حيث إنه لم ينظر إلى الدين أبداً على أنه منفصل عن الحياة، ويتجلى ذلك واضحاً في كتابه الكشف للفتيان حيث أوضح في أحد المواضع أن الكشفية تهدف إلى ممارسة الفتية والشباب للدين في حياتهم اليومية وفي كل تصرفاتهم وألا تقتصر هذه الممارسة على أوقات بعينها دون الأخرى، وفي موضع آخر أكد مفهوم الدين في الكشفية بقوله " إن الدين إذا أُخذ على أنه ليس أكثر من أن يكون أمراً ضرورياً من ضروريات الحياة اليومية فإنه سيحتفظ بجلاله ووقاره ويزداد الناس تمسكاً به ".
فعندما سئل " بادن باول " عن مكان الدين في الكشفية أجاب " إن التنمية الروحية عامل أساسي من العوامل التى ترتكز عليها الكشفية حيث أن كلاً من أديان العالم والحركة الكشفية تعني بتكريم الحياة البشرية وتقديرها وإثرائها، وعلى هذا يمكن تضمين التنمية الروحية في الكشفية بطريقة طبيعية. وهكذا يتضح لنا المكانة الحقيقية للدين في فكر المؤسس وعمق إيمانه بأنه ليس طقوساً جوفاء مظهرية يؤديها الفرد في أوقات معينة بقدر كونه سلوكاً يمارسه الفرد في كل وقت.
التنمية الروحية في الكشفية:
تهدف الكشفية برسالتها التربوية إلى تنمية الفتية والشباب من جميع الجوانب، والجانب الروحى هو أحد الجوانب التي تعتنى بها الكشفية كجزء مكمل للشخصية يتم التعامل معه فى إطاره التكاملي لتنمية الشخصية المتكاملة.
فليست التنمية الروحية مجرد موضوعات يتم دراستها أو تعليمها بشكل منفصل عن الموضوعات التي تتعامل مع الجوانب الأخرى للشخصية (العاطفية والعقلية والجسمانية والاجتماعية).
وتعتمد الحركة الكشفية، في سعيها نحو التربية وتحقيق التنمية المتكاملة لشخصية الفرد، على طريقة متميزة تهتم بالتعلم من خلال الممارسة في حياة الخلاء، وإتاحة الفرص للشباب لاكتساب وتنمية القيم الروحية من خلال الأنشطة العملية والخبرات الحياتية.
التنمية الروحية في المناهج الكشفية العربية:
اهتمت الحركة الكشفية في الوطن العربى بتنمية الجانب الروحي من خلال المجال الدينى في المناهج الكشفية الذي يعمق جوانب العقيدة والعبادات والقيم الإيمانية وآداب السلوك وتطبيقاتها في برامج وأنشطة المراحل الكشفية المختلفة.
وتتمثل الأهداف العامة للمناهج الكشفية العربية في المجال الدينى فيما يلى:
- تنمية الإيمان بالله تعالى والتعرف على قدراته والحرص على طاعته والالتزام بالأداء الصحيح للعبادات.
- اكتساب القيم الدينية والسلوكيات الصحيحة وتعميق الضمير الدينى.
- معاملة أهل الديانات الأخرى بالحسنى والمودة.
- إدراك الحاجة إلى الإيمان وأثره فى تكامل الشخصية وبناء الذات، وإدخال الأمن والاستقرار والطمأنينة إلى النفس.
- تعميق الاستجابة لأوامر الله تعالى، ونصرة دينه، والإسراع الفورى عند داعى الجهاد للدفاع عن الوطن.
أنشطة لتحقيق التنمية الروحية:
هناك العديد من الأنشطة التي يمكن القيام بها لتعزيز التنمية الروحية لدى الفتية والشباب في المراحل السنية المختلفة نذكر منها بعض الأمثلة التي تتلائم مع كل مرحلة كالتالى:
مرحلة الأشبال:
- سرد بعض القصص ذات الطابع الديني والروحي والتي تدعو إلى التخيل ثم يقوم كل سداسي بتمثيل إحداها.
- التعبير بالرسم عن إحدى هذه القصص.
- الاشتراك في الصلوات أو الشعائر الدينية.
- الاستفادة من الأنشطة الخلوية التي تثير الاهتمام في التدريب على البحث والاستقصاء والاستكشاف وتفسير بعض مظاهر العالم والطبيعة.
- تنظيم زيارات إلى بعض الأماكن المقدسة.
- أداء بعض الخدمات البسيطة لإحدى دور العبادة (نظافة – تجميل - .....)
- ترديد الأناشيد الدينية والأدعية التي ترتبط بالأعياد الدينية.
- جمع الصور والرسوم التي توضح نعم الله علينا في حياتنا وفائدة كل منها مثل: البصر، السمع، الشم، العقل، ..إلخ.
- المشاركة في مسابقة للمعلومات العامة عن: الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج، ..... إلخ.
- رسم لوحات توضيح كيفية أداء الشعائر المختلفة.
- حفظ آيات من الكتب السماوية تحدد العبادات وأركان الدين.
- رسم لوحة عن دورة الحياة في الكون والاستدلال منها على قدرات الله سبحانه وتعالى.
- أداء أدوار تمثيلية تشرح وتفسر آيات خلق الإنسان في الكتب السماوية.
- المشاركة في إقامة مائدة إفطار في شهر رمضان المعظم.
مرحلة الكشافة:
- كتابة قصص وموضوعات عن التراث الديني والقيام بتمثيل تلك القصص والموضوعات.
- الاشتراك في قصص وتجارب تعتمد على الحياة الحقيقية مثل المنزل – الأصدقاء – الوحدة – الكشفية – الحيوانات – الحفلات – العطلات – الأعياد الدينية – المواسم والهدايا.
- إجراء دراسة حول بنود القانون والسلوك المتوقع من الكشاف لتنفيذها في المواقف المختلفة.
- الاشتراك في اختيار مشروعات خدمة المجتمع ذات المغزى الروحي والقيام بتنفيذها.
- الاشتراك في القيام بأعمال خيرية للأسر والأفراد ذوي الحاجة.
- القيام بزيارات منتظمة لدور المسنين وتنفيذ بعض المشروعات المناسبة أو الألعاب أو بعض الأعمال اليدوية.
- إحياء المناسبات الدينية مع الطليعة والفرقة.
- تمثيل أدوار تجسد وتظهر القيم الدينية السمحة.
- كتابة موضوع عن الصفات النبيلة مثل التضحية، الإيثار، الصدق .. مع الاستدلال بما ورد في الكتب الدينية.
- إعداد حديث عقب الصلاة يشرح الممارسة الصحيحة لعبادة من العبادات.
- تنظيم زيارات لعلماء الدين في أماكن عملهم ومناقشتهم في المعلومات الدينية الصحيحة.
- القيام بزيارات دورية لدور العبادة المختلفة للتعرف على تاريخها وآداب أداء الشعائر بها.
مرحلة المتقدم:
- دعوة الخبراء ورجال الدين لمناقشة أمور يهتم بها أفراد الفرقة الكشفية.
- إجراء بحث حول القيم والمعتقدات التي تظهر بين الشباب ودراسة أصلها وأهميتها.
- المشاركة في الأنشطة المتعلقة بالبيئة وربط ذلك كله بالقيم الروحية.
- اجراء دراسة حول بعض مشكلات المجتمع ثم مناقشة علاقة المعتقدات الروحية بتلك المشكلات.
- تنظيم الندوات والرحلات الميدانية والزيارات بهدف تشجيع الشباب على مناقشة وفهم ما يدور بذهنه من تساؤلات حول الأمور الكونية والغيبيات مثل: من أين نشأنا؟ ما معنى الحياة؟ ماذا يحدث لنا بعد الوفاة؟ ما الحياة؟ وكيف نشأت؟ ما علاقة الإنسان ببيئته؟ ما علاقته بالآخرين؟ هل هناك أبعاد اخرى للحقيقة لم ندركها؟
- تأدية خدمات دورية لدور العبادة.
- المشاركة في جمع (الصدقات – الزكاة) وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.
- الاشتراك في مناقشة حول متغيرات العصر والمقارنة بين ما يقبله الدين منها وما يرفضه.
مرحلة الجوالة:
- تنظيم ندوة بحضور رجال الدين يقوم فيها أحد الجوالين بتقديم عرض لقراءاته في تفسير معانى: (الروح – النفس – الجسد- الإيمان ....).
- تنظيم مسابقة في استخدام إحدى وسائل التعبير (الكتابة/ الرسم/ الشعر/ ....) لشرح وتجسيد القيم المستمدة من الدين.
- إعداد بحث يوضح بعض التصرفات الخاطئة وآثارها السلبية وتوضيح حكم الدين فيها.
- كتابة مقال أو قصيدة أو زجل يسخر من الدجالين المتاجرين بالسحر أو التنجيم.
- إعداد بحث عن أحد الصحابة ودوره فى مساعدة الرسول عليه الصلاة والسلام لنشر الدين.
- أداء الفروض الدينية جماعة أو فرداً.
- الاشتراك في عضوية هيئة اجتماعية مختلفة الديانات لتقديم الخدمات المطلوبة للمجتمع المحلي أو المدينة.
- إعداد نشرة تفسر أوجه التشابه والاختلاف في المذاهب.
- إقامة ندوة يدعى إليها المتخصصون لتفسير القيم الروحية والاجتماعية وفق ما جاء بالأديان.
- إعداد مكتبة دينية تضم كتب التفسير المختلفة.
- تنظيم مسابقات دينية لفرق الأشبال والكشافة لإيضاح الصحيح والخاطىء من الممارسات.
- تنظيم حملات تثقيفية لمكافحة العادات الخاطئة التي تمارس في المجتمع باسم الدين.
- الاشتراك في إحياء وتنظيم المناسبات الدينية المختلفة وفقًا للمفاهيم الصحيحة.
- تنظيم حلقات نقاشية بين أعضاء المجموعة وبين أقرانهم أو رجال الدين على أن يقود المناقشة كشاف متقدم كلما أمكن ذلك مع التأكيد على حرية المناقشة وطرح الأسئلة والتعبير عن الشكوك لاستكشاف المفاهيم الخاطئة وتصحيحها.
الثلاثاء يناير 18, 2011 12:37 am
