تقييم المناهج الكشفية للمراحل
تمهيد:
خلال الفترة الماضية ثارت العديد من التساؤلات حول كيفية التصدي لتقييم ومراجعة المناهج الكشفية للمراحل للوقوف على مدى ملاءمتها ووفائها بالغرض لتحقيق الرسالة التربوية.
وهنا سنحاول أن نعرض بعض الأفكار المفيدة لمن يرغب في الاضطلاع بتلك العملية الهامة التي تتصل بالمناهج الكشفية، التي هي المحور الأساسي لتحقيق الرسالة التربوية للحركة الكشفية، نسأل الله التوفيق والسداد.
تقييم المناهج:
إن التعرف على مناطق القوة والضعف في منهج ما تتطلب فحصه من كافة الجوانب المتعلقة بدور هذا المنهج وجدواه التربوية وصلاحيته للإطار الزمنى والمكاني الذي يطبق فيه وتناسبه مع خصائص ورغبات الجمهور المستهدف.
لذا فإن عملية تقويم المنهج الكشفى ينبغى أن تتم من خلال عدة محاور تتكامل نتائجها لتعطينا المؤشرات اللازمة التي تفيدنا في عملية التطوير.
أولا: تقييم مدى ملاءمة محتوى المناهج للخصائص السنية:
ويمكن تقييم ذلك من خلال دراسة الخصائص السنية للفتية والشباب في المرحلة السنية المراد تقويم مناهجها وتحديد الاحتياجات المطلوبة لتلبية هذه الخصائص والميول والتعامل معها، ومن ثم يمكن عقد مقارنة بواسطة المتخصصين وذوي العلاقة بين ما هو موجود بالمناهج الكشفية المطبقة حاليا، وبين ما هو مفترض وجوده من واقع نتائج الدراسات العلمية الحالية (الحديثة) والوقوف على أوجه النقص أو مواطن الخلل.
ثانيا: تقييم مدى ملاءمة محتوى المناهج لاحتياجات وخصائص المجتمع:
ويمكن تقييم ذلك من خلال دراسة خصائص المجتمع واحتياجاته التنموية وتطلعاته في مجال إعداد القوى البشرية، وتحليل مدى تضمن محتوى المناهج لما يتناسب مع هذه الخصائص ويؤدى إلى تلبية هذه الاحتياجات ويسهم فى التعامل معهم. ويقوم بهذا التحليل مجموعة من المتخصصين وقد يستعان فى ذلك بدراسات اجتماعية معدة حديثا بواسطة الأجهزة والهيئات المهتمة بتلك المجالات واتخاذها كأساس للمقارنة والتحليل.
ثالثا: تقييم مدى ملاءمة محتوى المناهج لمتطلبات العصر والمستقبل:
ويأتى ذلك من خلال:
- دراسة الاتجاهات الحالية والمستقبلية والتحديات التي تواجه الشباب في الوقت الحالي وفي المستقبل في شتى المجالات التي تؤثر على المجتمع والشباب.
- دراسة محتوى المناهج للوقوف على مدى تضمنها لما هو من شأنه التعامل مع تلك المتطلبات ومواجهة تلك التحديات.
رابعا: تقييم أساليب تطبيق المناهج الكشفية للمراحل:
ويتحقق ذلك بوسائل عديدة منها إعداد وتطبيق اسبيانات للتعرف على واقع تطبيق المناهج بحيث يؤدي الاستبيان إلى قياس:
- مدى تطبيق المناهج الكشفية للمرحلة.
- أسباب عدم التطبيق.
- مدى تطبيق نظام التقدم (شارات الجدارة أو الكفاءة).
- مدى تطبيق شارات الهوايات وأسباب عدم التطبيق.
- مدى ملاءمة متطلبات شارات الهوايات لرغبات وقدرات أعضاء المرحلة وخصائصهم العمرية ولماذ؟
- مدى ملاءمة منهج المرحلة المطبقة حاليا لخصائص وميول الشباب فى الوقت الحاضر ولماذا؟ ومقترحات......
- مدى ملاءمة منهج المرحلة المطبق حاليا لمتطلبات العصر ومواجهة تحديات المستقبل ولماذ ا؟ ومقترحات......
- مدى ملاءمة مجالات المناهج لكل ما سبق.
- مدى وضوح المطلوب في المناهج بالنسبة للقادة والفتية ودور كل منهم.
- مدى وضوح نظام التقدم بالنسبة للقادة والفتية ودور كل منهم.
- مدى توافر أدوات ووسائل التطبيق للقادة والفتية.
وغني عن الذكر أن تلك العناصر السابق ذكرها والعناصر الأخرى المشابهة ليست هى الأسئلة المباشرة التي ستتكون منها الاستبيانات، ولكنها تعتبر مؤشرات لما نريد قياسه أو التعرف عليه من أوجه القوة لتعزيزها ومواطن الضعف والخلل وأسبابها ووسائل معالجتها أو تجنبها.
وينبغي الاستعانة في إعداد وتطبيق وتفريغ وتحليل الاستبيانات بالمتخصصين والخبراء التربويين ذوي الصلة بالحركة الكشفية أو على الأقل ذوي الصلة بمجالات التربية غير الرسمية.
ويجري إعداد استبيانات متنوعة لكل من الأعضاء والقادة (قادة الفرق ومساعديهم ومفوضو المراحل ومساعديهم، ويتنوع محتوى الاستبيان ليلائم مستوى الجمهور المستهدف به وكذا المرحلة التي يتم تقييم منهجها.
يتم جمع نتائج الدراسات والأبحاث والاستبيانات وتحليلها أيضا بواسطة المتخصصين والقادة الكشفيين وعرضها على القادة في كافة المستويات لتحديد الخطوة القادمة في طريق تطوير المنهج الكشفى.
خامسا: تقييم فعالية المناهج من حيث الأثر التربوى:
حينما نتصدى لتقويم المنهج الكشفى ينبغى أن نطرح على أنفسنا السؤال الآتى: ما مدى فعالية المنهج ونجاح الفتية والشباب في تحقيق أهدافه؟
ويتم الوصول لذلك بتقييم الأثر التربوي لكل عنصر أو مجال أو متطلب من متطلبات المناهج، وهناك العديد من المؤشرات التي يمكن أن تعاوننا في ذلك كالتالي:
- التنمية الشخصية للكشاف: قياس المهارات السلوكية والاتجاهات الحالية للأعضاء ومدى تأثرهم بالنشاط الكشفى وهل لذلك علاقة بتطبيق المناهج أم لا، وسوف نستند في ذلك إلى ما نسجله من ملاحظات لسلوك الأعضاء وتقديراتنا لما أنجزوه من مشروعات وأعمال أخرى خلال ممارستهم للمناهج، وقد يقتضي الأمر إعداد استبيانات للآباء وأولياء الأمور في إطار التعرف على الأثر التربوي لممارسة المناهج الكشفية في سلوكيات الأبناء أعضاء الحركة . ويتم إجراء هذا القياس على عينة محددة من أعضاء الحركة وتحليل النتائج وعرضها في شكل جدول أو رسم بيانى باعتبارها مقياس لفعالية المناهج الكشفية المطبقة على مجموعة معينة من أعضاء الحركة.
- الانتشار والعضوية: يعتبر انتشار الحركة الكشفية في مجتمع ما مؤشرا هاما يدل على فعالية البرنامج ونجاحه في إحداث الأثر التربوي المنشود وملاءمته لاحتياجات ورغبات وتطلعات الفتية والشباب في المجتمع.
- زيادة معدل استخدام الأدلة والمطبوعات: إن الزيادة في استخدام أدلة المناهج والمطبوعات المتعلقة بها من قبل القادة والفتية والشباب أعضاء الحركة يعد مؤشرا لايمكن الالتفات عنه، مما يؤكد على استفادة أكبر عدد من الأعضاء بتلك المصادر والأدوات التربوية وقبولهم للمنتج الكشفى الذى نعمل على تسويقه.
- المجتمع المحلي: كما يمكننا أن نتعرف على مدى نجاح المناهج والبرامج التي تقدمها الحركة الكشفية للفتية والشباب في مجتمع ما من خلال قياس مدى التحسن الذي طرأ على اتجاهات المجتمع المحلي نحو الحركة الكشفية ورسالتها التربوية وأهميتها في المساهمة في تحقيق حاجات المجتمع.
إن عملية التقييم والمراجعة للمناهج الكشفية للمراحل ينبغي أن ينظر إليها على أنها عملية هامة وحيوية يتم
إجراؤها بانتظام وبصفة مستمرة لضمان التطوير المستمر للمناهج الكشفية بما يتلاءم مع التطورات المتلاحقة
التي تطرأ على احتياجات المجتمعات والشباب في العصور المختلفة.