المناهج في الحركة الكشفية
المناهج والنمو الشامل:
من أهم أهداف الحركة الكشفية مساعدة الفتية والشباب على النمو الشامل في كافة الجوانب الدينية والعقلية والمعرفية والجسمية والاجتماعية والنفسية وكذا الفنية.
١. الجانب الروحي:
السهر على تربية الفتية والشباب وفق تعاليم الدين الإسلامى الحنيف من خلال قيمه واتجاهاته حتى تنعكس في سلوكهم وتصرفاتهم وعلاقاتهم بالآخرين.
٢. الجانب العقلي:
الإسهام في تنمية قدرة الفتية على التفكير العلمى حتى يصبحوا قادرين على الربط بين الظواهر واستخلاص الأحكام والقوانين، وقادرين على حل المشكلات التى تواجههم، وعلى الخلق والابتكار.
٣. الجانب الثفافي المعرفي:
تزويد الفتية بمجموعة من الحقائق والمفاهيم والمعلومات والأفكار في شتى جوانب الحياة والمعرفة وتنمية قدراتهم على الاستفادة من المعلومات حتى يشعروا بمدى أهميتها وحاجتهم الضرورية لها.
٤. الجانب الجسمي:
إتاحة الفرصة لبناء جسم الفتية عن طريق الرياضة والأنشطة المتنوعة التي يقوم بها الكشافون والتي تساهم في تكوين وتنمية عضلاتهم، وكذلك أعضاء جسمهم المختلفة.
٥. الجانب الاجتماعي:
يهيىء المناخ المناسب لتدريب الفتية على التعامل مع أفراد الجماعة والتكيف معهم ومعرفتهم لحقوقهم وواجباتهم وتنمية قدراتهم على التعاون وإكسابهم مجموعة من الاتجاهات نحو البيئة التي يعيشون فيها والمجتمع الذي ينتمون إليه، وإكسابهم مجموعة من المهارات المتمثلة في الاتصال والتنظيم والتخطيط ...إلخ
٦. الجانب النفسي (الوجداني):
تعويد الفتية القدرة على التحكم في انفعالاتهم والسيطرة على سلوكهم وإتاحة الفرصة أمامهم لإشباع ميولهم وحاجاتهم حتى يقبلوا على العمل والنشاط بجهد كبير وحماس.
المنهج والنمو المتوازن:
من واجب الحركة الكشفية أن تحدد الجهد والنشاط الواجب تخصيصه لكل جانب فيي جميع الجوانب بطريقة متقاربة، أي لايكون هناك فرق شاسع بين النمو في جانب على آخر ، ولايعنى التوازن توزيع الجهد والاهتمام بالتساوي على جميع الجوانب، إنما هو توجيه الجهد والاهتمام بكل جانب بقدر معين وفقا للحاجة.
المنهج وخصائص النمو:
النمو مراحل متتالية لكل مرحلة خصائصها المميزة، وهناك خصائص عامة للنمو يجب على المنهج مراعاتها، وهي كالآتى:
النمو عملية شاملة ومتكاملة: فالطفل ينمو فى جميع الجوانب نموا شاملا فكل جانب يؤثر و يتأثر ببقية الجوانب.
النمو عملية مستمرة ومتدرجة: من هذا المنطلق يعمل المنهج على استمرارية الخبرات، إذ أن الخبرات السابقة تؤدي إلى المرور بخبرات جديدة، وإشباع الميول يؤدي إلى تنمية ميول جديدة، كما يجب على المنهج أن يراعي عند تقديم الأنشطة للفتية الكشافين التدرج من السهل إلى الصعب ومن البسيط إلى المركب، ومن المعلوم إلى المجهول.
النمو يؤدى إلى النضج ، والنضج يؤدى إلى التعلم: تعمل المناهج الحديثة على تقديم المعلومات إلى الفتية الكشافة عندما يشعرون بحاجتهم إليها، وعندما تكون لديهم القدرة على استيعابها.
النمو يختلف من فتى إلى آخر: يجب على المنهج مراعاة طبيعة الفروق الفردية.
المنهج ومراحل النمو:
يمر نمو الفرد بمراحل متتابعة مثل: مرحلة الطفولة المبكرة ومرحلة الطفولة المتأخرة ومرحلة المراهقة، ومن الضروري أن يراعي المنهج خصائص النمو في كل مرحلة بكل دقة واهتمام وذل ك لسببين رئيسيين هما:
- تمكين الفتية والشباب من النمو الشامل بأفضل طريقة.
- إتاحة الفرصة للفتية والشباب للقيام بعمليات التعليم المختلفة بطريقة فعالة، ومن المعروف أن التعلم يؤدي إلى تعديل السلوك نحو الأفضل.
المنهج وحاجات الفتية:
مفهوم الحاجة: الحاجة حالة من ا لنقص أو الاضطراب الجسمي أو النفسي وللحاجة جانبان متكاملان، أحدهما مرتبط بالفرد ويتضمن نقصا أو اضطرابا بيولوجيا أو نفسيا يجعل الفرد يعاني من الألم أو التوتر أو عدم الاتزان ويدفع به إلى القيام بسلوك معين يجعله يشبع هذه الحاجة، ويترتب عن هذا الاشباع زوال الألم أو التوتر واستعادة الفرد لاتزانه، والجانب الآخر مرتبط بالمجتمع الذى يعيش فيه الفرد وما لهذا من عادات وتقاليد وقوانين واتجاهات، وظروف إشباع الفرد لحاجاته يتم فى إطار اجتماعي.
أنواع الحاجات: هناك حاجات أساسية يشترك فيها الأفراد في كل المجتمعات، وقد يكو ن لهذه الحاجات أساس بيولوجى أو فيزيولوجى: مثل الحاجة إلى الطعام والشراب أو الحاجة إلى الجنس الآخر، وقد يكون لهذه الحاجات أساس اجتماعي، مثل الحاجة إلى الأمن أو الحاجة إلى الانتماء والحاجة إلى التعبير. وإشباع حاجة من الحاجات الأساسية يتطلب من الفرد القيام بسلسلة من الأنشطة تنتج عنها حاجات فرعية تكتسب بدورها أهمية الحاجة الأساسية إلى أن يتم إشباعها وتختلف الحاجات الفرعية من مجتمع لآخر ومن بيئة إلى أخرى، كما أنها تختلف داخل نفس المجتمع وفقا لحالة الأفراد الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والدينية والمهنية.
أهمية العلاقة بين المنهج وحاجات الفتية:
- أن الحاجات إذ ا لم تشبع فإنها تؤدي إلى ظهور مشكلات والمشكلات بدورها تعوق التعلم وتقف حائلا أمام التربية المثمرة.
- ان اهتمام المنهج بحاجات الفتية يجعلهم يقبلون على التعلم بدافع قوى فيبذلون المزيد من الجهد والنشاط.
- ان إشباع الحاجات في كثير من الأحيان يؤدي إلى اكتساب بعض المهارات ويعتبر ذلك هدفا من الأهداف التي تسعى المناهج لتحقيقها.
المنهج وميول الفتية:
للميول أهمية كبرى بالنسبة للمنهج والفتية وقد اهتمت المناهج بميول الفتية بدرجات متفاوتة، فقد كان الهدف الرئيسي للمنهج التقليدي هو التركيز على المعلومات، ثم جاءت التربية الحديثة ونقلت محور الاهتمام من معلومات إلى التركيز على حاجات الفتية والمجتمع، ولايعني هذا التوجه طبعا إهمال المعلومات نهائيا، وإنما جعلت منها وسيلة لخدمة الفرد والمجتمع بدلا من أن تكون هدفا في حد ذاتها.
عيوب التركيز على عيوب الفتية:
- إن التركيز الشديد على الميول يؤدي إلى إهمال المجتمع، ويجعل الحركة الكشفية قاصرة على أداء رسالتها الاجتماعية والتربوية.
- قد تدور ميول الفتية حول موضوعات وأشياء وأمور ليست لها قيمة تربوية كبيرة، مما يجعل العائد منها أقل من الجهد المادي والأدبى المبذول عليها.
- قد يرتبط ميول الفتية بالأشياء التي لاتناسب قدراتهم ومستوى نضجهم.
- ان عملية تحديد ميول الفتية تعتبر عملية صعبة ومعقدة، وذلك لأن الميول تختلف من فتى لآخر، بل تختلف عند نفس الفتى من وقت لآخر.
- ان عملية تحديد الميول وقياسها تحتاج إلى قادة مؤهلين ومدربين من وقت لآخر.
لهذه الأسباب مجتمعة أصبح هناك شبه إجماع على ضرورة مراعاة المنهج لميول الفتية المشتركة والاهتمام بها شريطة ألا يكون نقطة الاهتمام الوحيدة عند بناء المنهج بحيث يؤدي ذلك إلى نوع من التوازن بين الميول والحاجات والمشكلات، كما يؤدى أيضا إلى توازن آخر بين الفتية الكشافة.
دور المنهج نحو ميول الفتية:
- يجب على المنهج العمل على تنمية الميول التي تؤدى إلى صالح الفرد والمجتمع، ومعنى ذلك تصنيف الميول إلى فئات حسب فوائدها التربوية وتنمية ما هو صالح فيها. يجب أن تؤدى عملية إشباع ميول الفتية إلى توليد ميول جديدة في اتجاهات مختلفة، بحيث يتحقق مفهوم الاستمرارية.
- يجب أن يعمل المنهج على ربط ميول الفتية بحاجاتهم من ناحية وبقدراتهم واستعداداتهم من ناحية أخرى فارتباطها بقدرات الفتية الكشافة واستعداداهم يتيح الفرصة لهذه الجهود أن تثمر وتحقق الأهداف التربوية المنشودة منها.
- يجب على المنهج استغلال ميول الفتية الكشافة في تكوين مجموعة من العادات والاتجاهات المفيدة للفرد والمجتمع، فعند قيام الكشافة بالأنشطة التي تعمل على إشباع ميولهم يجب على القائد التدخل لإكساب الكشافة الطرق السليمة لإشباع هذه الأنشطة، ويعودهم على اتباعها باستمرار.
- وحتى يتمكن المنهج من إشباع ميول الفتية وتنميتها وتوجيههم وجهة سليمة، فإنه من الضرورى أن يكون بجانب دليل الأقسام (المراحل) مجموعة الكتيبات والمنشورات والدوريات المصاحبة.
المنهج وقدرات الفتية واستعداداتهم:
يختلف كل فتى في قدراته واستعدادته، وحيث أن هذه القدرات والاستعدادات تلعب دورا كبيرا في عملية التعلم، فإن الضرورة تحتم مراعاة المنهج لها، والعمل على توجيه الفتية للتعلم والأنشطة وفقا لقدراتهم واستعداداتهم، وكلما زادت قدرات الفتية واكتملت استعداداتهم تمت عملية التعلم فى وقت أقل وبنتائج أفضل، والقدرة حسب تعريفها في علم النفس " هى كل ما يستطيع الفرد أداءه في اللحظة الحاضرة من أعمال عقلية أو حركية سواء كان ذلك نتيجة تدريب أو من دون تدريب، كالقدرة على ركوب الدراجة أو على تذكر قصيدة شعرية، أو الكلام بلغة أجنبية، أو إجراء الحساب العقلى "، أما الاستعداد فهو " قدرة الفرد على أن يتعلم في سرعة وسهولة وعلى أن يصل إلى مستوى عال من المهارة في مجال معين، كالرياضيات، والطيران، أو الموسيقى، أو الزعامة، أو الدراسات الجماعية على أساس توفير التدريب اللازم". ان الفرد لاتكون لديه القدرة في الوقت الحاضر للقيام بعمل ما، ولكن هذا الفرد يملك استعدادا كبيرا يرشحه للتفوق الملموس في هذا المجال إذا ما أتيحت له الفرصة الكافية للتدريب ومعنى ذلك أن الاستعداد سابق على القدرة.
دور المنهج نحو القدرات والاستعدادات:
- العمل على تنمية قدرات الفتية والشباب وذلك عن طريق التدريب الموجه.
- التركيز على بعض القدرات العقلية التى تفيد الفتية في حياتهم الدراسية والعامة، ومن أهم هذه القدرات (القدرة على التفكير، والقدرة على الفهم، القدرة على التذكر، القدرة على جمع المعلومات وتحليلها، القدرة على تنظيم المعلومات، القدرة على الاستنتاج، القدرة على التركيز، والقدرة على التعبير.
- العمل على ربط ميول الفتية لقدراتهم واستعداداتهم، لأن الميل الذي لايرتكز على استعداد الفتية فإنه من الصعب تنميته مهما خصصنا له من وقت وجهد.
- العمل على إتاحة الفرصة أمام كل كشاف لتحديد الأنشطة التي سيقوم بممارستها.