متى تسند القيادة لعريف طليعة الكشافة؟
الجواب على ذلك هين, فهو القائد في الألعاب التي تشترك فيها الطليعة كوحدة مستقلة, وتراه قائدا عند العمل, له عين يقظة, يسهر على مصلحة أفراده, يدربهم, ويرشدهم إلى مرابع الخير والصلاح, هذا وإن صفة انتسابه إلى مجلس الشرف وترؤسه اجتماعات الطليعة, ليخوله صلاحيات عامة ومطلقة يجريها ضمن نطاق طليعته, وبه يناط حفظ دفتر الطليعة الذي هو سجلها الرسمي فتخصص فيه لكل فرد صفحة يرقم عليها جميع ما يتعلق بهذا الفرد:
الاسم, اسم الوالد, المهنة, تاريخ الولادة, العنوان, مهنة الوالد, الفحوص التي اجتازها, المكافآت التي استحقها.
كما وأن العريف يجدر به أن يسجل في هذا الدفتر عنوان بعض الأطباء, والصيادلة ثم محاضر اجتماعات الطليعة, وممتلكاتها وأن يضمنه بيانا مفصلا عن دخلها وخرجها.
وإن للعريف طرقا شتى يمارسها لتوطيد صلاحياته, كأن يتصل بكشافيه عن كثب ويدرس حالاتهم خارج الفرقة, وأن يتعرف إلى أوليائهم وإذا أمكن, فالعريف كلما ازداد تقربه من أفراده وكثر تفهمه لأشخاصهم كلما ازدادت معرفته بهم, وعندها يمكن له أن يدرك المناهج التي يجب أن يسلكها إلى نفوسهم ليكتسب ثقتهم جميعا, وليكثر هو من الاحتكاك بأولئك الأفراد ليرافقهم في الظروف المناسبة في نزهات مسرة ومفيدة تعود عليهم بالنفع, ليصحب مثلا: عريف طليعة الأسد أفراده إلى حديقة الحيوانات ليروا الأسد بأم أعينهم ويسمعوا زئيره ليتقنوا بعدها صرختهم الخاصة بهم. ليعلمهم كيف يميطون الأذى عن الدروب فيزيلون العقبات التي تعترض سبيل السالكين.
لينتهز الفرص في سبيل تثقيفهم فيقرأ عليهم بعض موضوعات مختارة من إحدى المجلات الكشفية أو فليعلق على إحدى المحاضرات التي يلقيها على مسمع منهم أحد القادة وليضمنها بعضا من أرائه الخاصة ليعودهم النقد عن طريق المحاكمات الفكرية لتنمو عندهم الملاحظة فيفرقوا بين صحيح و خطأ أو جيد ورديء.
نصائح إلى عرفاء الطلائع
فكر في الكيفية التي توجه بحسبها الأوامر إلى أفراد طليعتك, هل في نبرتك قسوة ينفر منها الآخرون؟ هل أنت جاف في الكثير من تصرفاتك؟ إذن أصلح هذه النواحي كي تكون محببا ومرغبا لغيرك ولا تكن منفرا فيذهب الأمر من يدك وتخسر ما يجب أن تعمل لكسب ثقة كشافيك, كن لبق العبارة حين تقول لهم " انتبهوا وأسرعوا في إنجاز ما عهدت به إليكم وليكن عملكم مقرونا بالإكمال".
أو تقول لهم: " تعالوا معي ولنعمل كذا.." ولتكن أنت أول البادئين, ولا أرى لك من الخير أن تعطي الأمر وتبقى بنجوة حيث لا تشارك أفرادك العمل بحيث تكتفي بمراقبتهم فحسب بل أقم من نفسك عاملا ومدربا في آن واحد إذا أحوجك الظرف. لتكن الأساليب التي تتبعها في إعطاء أوامرك تسير وفق طبيعة ما يجب أن تحرص عليه دائما وهذا ما يجب أن يكون رائدك في حياتك لأن ذلك ما نعده بدء لعهدك في الحياة الاجتماعية.